نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 129
* ( رَبِّ ! أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى والِدَيَّ وأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاه وأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحِينَ ) * [1] هذا معناه ، لانّه يقول « أدخلني في عبادك الصالحين » من الأنبياء والأولياء - عليهم السلام - أي عبادك المصلحين للغير بهدايتهم إلى توحيدك [2] الحقيقىّ ، وبإخراجهم عن الشرك الجلىّ والخفىّ بعد اصلاح أنفسهم ، ( وذلك ) بإقامتهم على التوحيدين الألوهىّ والوجودىّ . وهذا طلب مقام لا مقام [3] فوقه لقوله تعالى أيضا * ( وهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ من بَعْدِي ) * [4] لانّه ما كان غرضه بهذا الا طلب [5] مقام النبوّة الفطريّة الاصليّة ومرتبة الولاية الحقيقيّة الازليّة ، اللَّتين [6] هما منبع التوحيدين الألوهىّ والوجودىّ ومعدن الشهودين ، أي الكثرة والوحدة . ومعلوم أنّه لا مقام هناك فوق الولاية والنبوّة . ( 248 ) وبالجملة هذا ضابط كلَّىّ في اصطلاح القوم ، وهو أنّ الصلاحيّة في حقّ الأنبياء والأولياء - عليهم السلام - بمعنى المصلحين [7] للغير ، وفي حقّ غيرهم بمعنى الصلاحيّة المشهورة بين الناس ، التي هي [8] ترك المنهيات وكثرة الصوم والصلاة ، لانّ مرتبتهم أعلى وأجلّ من أمثال ذلك ، لانّهم ما يقومون بإصلاح الغير الا بعد اصلاح أنفسهم واتّصافهم بأخلاق الله ، كسبا كان أو عطاء ، على اختلاف بين الناس . والى [9] هذا الصلاح المصلح للغير والعمل الصالح المثبت [10] للحقّ الموجب للتوحيد
[1] رب . . : سورهء 27 ( النمل ) آيهء 19 [2] توحيدك F : توحيد M [3] مقام F - : M [4] سورهء 38 ( ص ) آيهء 34 [5] طلب : طلبه MF [6] اللتين M : اللتان F [7] المصلحين F : المصلحية M [8] التي هي : الذي هو MF [9] والى F : وعلى M [10] المثبت F : مثبت M
129
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 129