نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 111
هاهنا - باتفاق المحقّقين - الكشف التامّ لا غير . ولا شكّ أنّه كذلك ، لانّ مشاهدة الحقّ والأشياء على سبيل الكشف ، أوضح وأبين من مشاهدة القمر ليلة البدر على طريق النظر والحس ، لانّ الحسّ في معرض الغلط ، وصاحب الكشف منزّه عنه . ولكن لا يضرب المثل لأهل الحسّ الا بالمحسوس ، لانّهم لا يفهمون [1] غير ذلك ، وان كان الأعلى منهم يفهم منه ذلك وغيره بمراتب لا تتناهى . وهذا من خواصّ كلام الله وكلام أنبيائه وأوليائه ، أي حظَّ كلّ واحد منهم بقدره [2] . ( 218 ) وبالحقيقة إلى هذه المشاهدة أشار تعالى بقوله * ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّه الْحَقُّ أَولَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، أَلا إِنَّهُمْ في مِرْيَةٍ من لِقاءِ رَبِّهِمْ ، أَلا إِنَّه بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ) * [3] . ومعناه ، وان تقدّم ، هو أنّه يقول : سأكحل [4] عين بصيرتهم بنور هدايتي وتوفيقي يشاهدونى به [5] في مظاهرى الآفاقيّة والانفسيّة ، مشاهدة كشف وعيان بحيث يتبيّن لهم أنّه ليس في الوجود ولا في الآفاق ولا في الأنفس الا آثار أسمائي وصفاتي ومظاهرى وكمالاتى ، ويتحقّقوا أنّى أنا الاوّل والآخر والظاهر والباطن ، وليس لغيري وجود أصلا ، لا ذهنا ولا خارجا . ( 219 ) وقال تأكيدا لهذا المعنى * ( أَولَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » على سبيل التعجّب والتهكَّم ، [6] ليعرفوا بالتحقيق أنّه على
[1] لأنهم لا يفهمون : لأنه لا يفهم MF [2] بقدره M : بعدده F [3] سنريهم . . : سورهء 41 ( فصلت ) آيهء 53 - 54 [4] سأكحل : سنكحل F سكحل M [5] 12 به M - : F + وينبغي له ان يرجع من « به » إلى المظهر بفتح الأولين لا إلى المظهر بضم الأولى الظاهر تعالى Fh بقلم جديد ) [6] والتهكم F : والتهلكة M
111
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 111