responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 108


( 213 ) فالعارف بالاوّل ، [1] كما لا يشاهد بالحقيقة الا المداد ، لعلمه بأنّ وجود الحروف كلَّها به موجودة [2] وبدونه معدومة [3] ، بل ليس في الحروف الا هو إذ الحروف ليست [4] الا هو [5] ، - فكذلك [6] العارف بالثاني ، فانّه لا يشاهد بالحقيقة الا الوجود ، لعلمه بانّ وجود الموجودات كلَّها به موجودة [7] وبدونه معدومة ، بل أنّه ليس في الوجود الا هو ، فيكون حينئذ هذا العارف جاعل الشيئين شيئا واحدا ، علما وعينا ، حقيقة ومجازا . وهذا هو المطلوب من بحث التوحيد في هذا المقام ، والله أعلم بالصواب . وفي مثال الحروف والمداد بالنسبة إلى الوجود ومظاهره ، اسرار كثيرة ليس هذا موضعها . وقد أشرنا إليها في « منتخب التأويل » مفصّلا ، كما أشرنا إلى بعضها هاهنا ، وعند بيان الصراط المستقيم كذلك .
( 214 ) وإذا تحقّق هذا ، فاعلم مرّة أخرى أنّ الشيئين الموجودين في الخارج - عند جميع العقلاء - منحصران [8] في الواجب والممكن فصيرورتهما حقيقة واحدة بصورة هذين الوجهين - أي العلمىّ والعملىّ - يكون بأن ينظر الناظر أوّلا إلى حقيقة كلّ شيء برجوعه القهقرى إلى أصله الصادر منه ذاك الشيء ، حتّى يصل إلى الوجود البحت المحض الخالص القايم بذاته ، الذي ليس في الخارج الا هو . أعنى ينبغي أن ينظر الناظر إلى كلّ شيء غير الواجب ، حتّى يعرف [9] حقيقته [10] ويعرف



[1] بالأول M : بالأولى F
[2] موجودة F : موجود M
[3] معدومة F : معدوم M
[4] ليست : ليس F
[5] إذ الحروف . . . هو M - : F
[6] فكذلك F : وكذلك M
[7] موجودة F : موجود M
[8] منحصران : منحصر MF
[9] يعرف M : يعرفه F
[10] حقيقته M : حقيقة F

108

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست