نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 100
وأسراره ، لانّه [1] كان هو الأصل في هذه النشأة والمراد في مقام الشريعة ، لانّ الرسالة والنبوّة التشريعيّة وأحكامهما - اللَّتين هما منشآ التوحيد الألوهىّ - ينقطعان بانقطاع الدنيا والنشأة الدنيويّة وأحكامها والولاية - التي هي منشأ التوحيد الوجودىّ - باقية في الدنيا والآخرة ، لقوله تعالى * ( أَنْتَ وَلِيِّي في الدُّنْيا والآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) * [2] . وأيضا الولاية سابقة على النبوّة والرسالة ، بل هي منشؤهما ومبدؤهما . فكما كان الابتداء في الظهور بالولاية ، ينبغي أن يكون الاختتام في الرجوع بها ، لقوله تعالى * ( كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) * [3] أعنى كما كان الابتداء في الترتيب الوجودىّ بالتوحيد الوجودىّ ، يكون الانتهاء به ، لانّ النهاية هي الرجوع إلى البداية ، كما قال الجنيد - قدّس الله سرّه - حين سئل عن النهايات : [4] « الرجوع إلى البدايات » [5] . ( 200 ) وهاهنا أسرار جمّة ليس هذا موضعها ، ومع ذلك هي لا تخفى على أهلها . ولهذا في دولة المهدى - عليه السّلام - تكون الدعوة إلى التوحيد الوجودىّ أكثر والتبرّى من الشرك الخفىّ أبلغ ، حتّى يكون الدين كلَّه لله ، اى الدين المسمّى بالخالص ، لقوله تعالى * ( أَلا لِلَّه الدِّينُ الْخالِصُ ) * [6] اى الدين الخالص عن الشرك الخفىّ والجلىّ ، الباقي على التوحيد الصرف الوجودىّ الحقيقىّ ، ويكون الناس على
[1] لأنه : وان MF [2] أنت . . : سورهء 12 ( يوسف ) آيهء 102 [3] كما . . : سورهء 7 ( الأعراف ) آيهء 28 [4] النهايات F : + النهايات M [5] البدايات : + اى النور الفيض الأول ، العقل الأول الذي هو كل شيء ومبدأ كل شيء ، إذ هو علة العلل وحقيقة الحقائق ، ومرجع كل شيء ، الذي به كانت الأشياء كلها موجودة ، وهو وجودها ، الوجود المطلق عند البعض والوجود المقيد عند البعض Fh [6] ألا للَّه . . : سورهء 39 ( الزمر ) آيهء 3
100
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 100