نام کتاب : تعليقات بر الشواهد الربوبية نویسنده : سيد جلال الدين آشتياني جلد : 1 صفحه : 789
مقام خياله قدرة على التصوير والآلات الحسية وإن فقدت لكن النفس تحمل مع ذاته قوة حسية وقوة خيالية وقوة متخيلة وقوة وهمية أينما ذهبت وتدور هي معها حيثما دارت وحلها من وجوه : أحدها : أن ذلك الإنسان الحسي الطبيعي يألف ويعشق المحسوسات الطبيعية ويجعل المحسوسات بالذات والمتخيلات بالذات آلات لحاظ الموجودات الطبيعية فلا يتسلى بها عنها كمن يتوفى عنه ما له وولده في الدنيا ولا يتسلى بصورتهما الخيالية عنهما . وثانيها : أنه موقن بفوات مألوفاته وعقد قلبه على الفوات وذلك العلم والإيقان لا يفارقه ويوجب حزنه وغصته . وثالثها : وهو أحكم وأتقن أن ذلك الإنسان المعذب لا يتمكن من تخيل مألوفاته على صور معهودة له في الدنيا فإن أكل مال اليتيم ظلما في الدنيا يصير أكل النار في الآخرة وهذا هو في حسه وخياله هناك كما في جانب مظاهر اللطف فإن إيثار الزكاة هاهنا جلوس على شاطئ نهر الغسل هناك وهذا من خاصية تبدل النشآت كتبدل سني القحط بسبع [1] بقرات عجاف ومقابلها بمقابلها ولو لا ذلك لكان كل من تصوره لفنون الحلاوي واللذائذ الجزئية الأخرى هاهنا أكثر وأتم وأشد وأفلح وأنجح هناك وكل من لم يتصور هذه يكون أشقى هناك وأغبن حاشا وكلا وهل تسوغون ذلك ما هكذا الظن بكم بل تصور الحلاوي وأكلها ظلما هاهنا يوجب أكل الزقوم والضريع وتصورهما وإحساسهما هناك بل من شدة فضائع الأهوال وعظائم العذاب والنكال لا مجال له من التصوير على ما عهد في الدنيا ولا من تصورها على