نام کتاب : تعليقات بر الشواهد الربوبية نویسنده : سيد جلال الدين آشتياني جلد : 1 صفحه : 731
النوعي فيها وإما بصورته النوعية كما عند المصنف ( قدس سره ) فكيف مع الأبدان الغير المتناهية وإما القبول على التعاقب الزماني الذي جعله المجيب فردا خفيا ولا فرد جلي هنا ففيه أنه لو جاز التعاقب الزماني في النشأة الأخرى ولم تصير حينئذ نشأة دنيوية لكفى في الجواب ولم يكن حاجة إلى عدم علاقة الهيولى بالمقدار المخصوص والمساحة المحدودة فإن قبول الهيولى المقادير المتعاقبة هناك يكون كما هنا . فالجواب التحقيقي كما أشار إليه ( قدس سره ) بقوله : وزمان الآخرة . . . أن الصورة البرزخية والأخروية غير محتاجة إلى المادة الدنيوية إذ لو كان معها هيولى لكانت عين الدنيا لا مجازاتها ومكافاتها ولو قلنا : إن الملكات مواد صورها لم يكن المادة بالمعنى المصطلح بل بمعنى آخر وزمان الآخرة في عين كونه كساعة بل كلمح البصر أو هو أقرب لكونه السرمد [1] والدهر على مراتبه والكل بسيط مبسوط فهو كما وصفه الله تعالى بقوله : « فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ » فكيف أسبوعه وشهره وعامه فهو وعاء نسبته إلى جميع مراتب الدهر والزمان نسبة اليوم الزماني إلى ساعاته ودقائقه بل نسبة الحق المحيط إلى الوجودات ومكانها في عين كونه كنقطة كما ورد أن الأولين والآخرين يحشرون في صعيد واحد مشتمل على أراضي نورية كل منها غير متناهية بعضها بيضاء وبعضها صفراء وبعضها خضراء وبعضها حمراء يتبدل « الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ » و « أَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها » فيسع كل الخلائق والحقائق . قوله ( ص 272 ، س 11 ) : « والذين لم يدخلوا البيوت من أبوابها » ولو دخلوا لعلموا أن النفس الإنسانية من شأنها السعة والإحاطة : شعرت بذلك