إسم الكتاب : تعليقات بر الشواهد الربوبية ( عدد الصفحات : 445)

قوله ( ص 271 ، س 10 ) : « يلزم أما تعذيب المطيع » يعني إن لوحظ وصف الكفر قيل : إنه كافر بقول مطلق فإن بدن المؤمن انطوى فيه فعذب يلزم تعذيب المطيع وإن روعي جانب الإيمان ونعم يلزم تنعيم العاصي وإن لوحظ الجسماني والوصفان فعذب ونعم يلزم اجتماع المتقابلين في جسم واحد .
قوله ( ص 271 ، س 12 ) :
« والجواب بتذكر ما أسلفناه فإن حقيقة المؤمن بصورته والصورة بمعنى ما به الشيء بالفعل في المؤمن نفسه الناطقة بل المؤمن بروح الإيمان وبالعقل بالفعل النظري والعملي ومحل الإيمان لا يمكن أن يؤكل [1] بل ما يمكن أن يناله الكافر الواقع في هاوية الطبيعة ولوازمها . أين الدرة البيضاء من ذرة الهباء والصورة بمعنى هيئة هيكله لا تصير أيضا مادة لصورة أخرى إذ صورة بصورة لا تنقلب والتصادم فيها واقع وكل مادة إذا أخذت مع صورتها الملتبسة بها فهي مادة لصورة أخرى بالعرض كما قرر في موضعه فكل مأكول انخلع عنه صورته السابقة ثم يكتسي صورة المغتذي فما يصير جزء بدن الكافر هو الهيولى المجسمة والإيمان ليس بالهيولى ولا بالجسم .
قوله ( ص 271 ، س 18 ) :
« والجواب بعد تسليم ما ذكر ان الهيولى قوة قابلة . . . » هذا جواب جدلي ضعيف بناؤه على تسليم أن الهيولى لا علاقة لها مع مقدار مخصوص وليس في ذاتها قبول كم مخصوص لكن بمجرد هذا لا يتم الجدل لأن الهيولى وإن لا علاقة لها مع المقدار المخصوص إلا أن تناهي الأبعاد بالبراهين المحكمة أوجب التخصيص وهيولى الفلك أيضا لا تقبل غير مقداره إما بذاتها كما عند المشائين لقولهم باختلاف

[1] إشارة إلى ما ورد من بعض أئمتنا : ان الأرض لا يأكل محل الايمان .

730