المشهد الثالث قوله ( ص 179 ، س 7 ) : « المشهد الثالث وهو صدور الوجود عن الواجب الحق » وبوجه آخر الإبداع هو التأييس بعد الليس المطلق والتكوين هو التأييس بعد الليس الغير الساذج فإن المكون لما كان ماديا ومادة الشيء كانت موجودة قبله وهي جزء ذاته لم يكن قبل أيسه ليسا محضا بخلاف المبدع وأيضا الإبداع هو التأييس المطلق بخلاف التكوين لأن الأيسية فيه مشوبة بالليسية من حيث التفارق المكاني والسيلان الزماني في الأجسام الكائنة .
وبوجه آخر يثلث القسمة ويقال كما هو المشهور : الإبداع إيجاد الشيء غير مسبوق بمادة ومدة والتكوين إيجاده مسبوقا بهما والاختراع هو المستعمل في الأفلاك بإيجاد الشيء مسبوقا بالمادة دون المدة وعكسه لا يجوز وإن ثنيت الشيء كما في التعريف الذي ذكره المصنف ( قدس سره ) .
قلت : الإبداع إيجاد الشيء غير مسبوق بالمدة سواء كان مسبوقا بالمادة أم لا والتكاين كما ذكرنا بوجه آخر تثليث أيضا الشيء إما لا يوجد من شيء كالعقل الكلي أو من شيء كالكائنات التي في السلسلة العرضية الزمانية أو كالنفوس من العقول أو من لا شيء كالصورة من الهيولى فإن الهيولى وإن كانت شيئا من الأشياء وليست لا شيئا محضا لكن لما كانت قوة صرفة وقوة الشيء ليست بشيء فهي ليست شيئا فعليا وإن شئت ثنيت القسمة بلحاظ أنها شيء من الأشياء والقوة لها بالفعل فقلت :

637