نام کتاب : تعليقات بر الشواهد الربوبية نویسنده : سيد جلال الدين آشتياني جلد : 1 صفحه : 447
المعتزلة فتلك الأعيان الثابتات صور علمية تفصيلية بالماهيات التي في العوالم ووجوده تعالى ما به الانكشاف لكل الوجودات ويحتمل إن لم يعبأ بطريقة الاعتزال ويكون التصحيح والتصويب شاملا لطريق الصور بأن يكون قيامها صدوريا وتكون مأولة إلى المثل النورية كما أرجع المعلم الثاني المثل الأفلاطونية إلى الصور العلمية . قوله ( ص 40 ، س 2 ) : « ولا أرى في التنصيص عليه مصلحة » وهو أن بسيط الحقيقة كل الأشياء بنحو أعلى وسيأتي في موضعه وهذا القول ترجمة لقول تعالى : « الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [1] » وقوله « وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ [2] وَلا فِي السَّماءِ » فوجدان ذلك الوجود التام وفوق التمام كل الوجودات علم بها إذ العلم ليس إلا النيل والدرك والحضور ووجدانه بأسمائه وصفاته وكل الماهيات والأعيان الثابتات لأنها لوازم غير متأخرة في الوجود ولها علم بها تفصيلا لا تفصيل فوقه لأنه عالم نفس الأمر وما هي عليه وشيئية الشيء بتمامه لا بنقصه وتمام الشيء وجوده اللاهوتي والتشخص بالوجود والتفصيل بالماهية فهذا هو العلم الإجمالي في عين الكشف التفصيلي والإجمالي تعبير عن وحدة ذلك الوجود الذي هو الصورة العلمية الواحدة وما به الانكشاف الواحد لأن الماهية وإن كانت مثار الاختلاف والضيق فلا يمكن أن يحكي ماهية الحجر من ماهية القمر مثلا لكن الوجود مركز الاتفاق ومدار السعة والجمعية يحكي بوحدته الجمعية من كل وجود وماهية لأن تلك الوحدة ليست عددية حتى لا يحكي إلا عن واحد عددي بل وحدة حقة حقيقية فلا يعزب شيء عن علمه لا وجود لأنه واجد لكل وجود بوجوده ولا ماهية لأن جميع الماهيات لوازم أسمائه وصفاته فسبحان من ربط الوحدة بالوحدة والكثرة بالكثرة .