والناطق ، وقد يكون مباينا لأمرين هما متباينان في أنفسهما كالفرس المباين للإنسان والطائر ، والإنسان والطائر أيضا متباينان . وعليه ، فلا نعرف حال الحدين لمجرد مباينتهما للمتكرر أنهما متلاقيان خارج الوسط أم متباينان ، فلا ينتج الإيجاب ولا السلب . فإذا قلنا : لا شئ من الإنسان بفرس لا شئ من الفرس بناطق فإنه لا ينتج السلب : لا شئ من الإنسان بناطق ، لأن الطرفين متلاقيان . ولو أبدلنا بالمقدمة الثانية قولنا : لا شئ من الفرس بطائر فإنه لا ينتج الإيجاب : كل إنسان طائر ، لأن الطرفين متباينان . ويجري هذا الكلام في كل سالبتين . 3 - كلية إحدى المقدمتين : فلا إنتاج من مقدمتين جزئيتين ، لأن الوسط فيهما لا يساعدنا أيضا على إيجاد الصلة بين الأصغر والأكبر ، لأن الجزئية [1] لا تدل على أكثر من تلاقي طرفيها في الجملة ، فلا يعلم في الجزئيتين أن البعض من الوسط الذي يتلاقى به [2] مع الأصغر هو نفس البعض الذي يتلاقى به مع الأكبر ،
[1] لا يخفى عليك : أن هذا البيان يختص بما إذا كانت المقدمتان كلتاهما موجبة ، فكان اللازم أن يقول بدله : لأنه فيما إذا كانت المقدمتان كلتاهما موجبة لا تدل الجزئية على أكثر من تلاقي الأوسط مع كل من الأصغر والأكبر في الجملة ، فلا يعلم أن البعض من الوسط الذي يتلاقى به مع الأصغر هو نفس البعض الذي يتلاقى به مع الأكبر ، وكلاهما جائز . وفيما إذا كانت المقدمتان مختلفتين بالإيجاب والسلب لا تدل الجزئية على أكثر من تلاقي الأوسط مع واحد من الطرفين وتباينه مع الآخر ، فلا يعلم أن الأكبر والأصغر متلاقيان خارج الأوسط أم متباينان . فعلى أي حال لا نعرف حال الطرفين : الأصغر والأكبر . . . [2] لا يخفى عليك : أن هذا البيان يختص بما إذا كانت الجزئيتان موجبتين . وأما فيما كانت إحداهما موجبة والأخرى سالبة ، فيقال : إن مباينة الوسط لأحد الطرفين مع تلاقيه للآخر لا يدل على تلاقيهما أو تباينهما .