اختلاف ، وإلا لما كان حدا أوسط متكررا ، ولما وجد الارتباط بين الطرفين . وهذا بديهي . مثلا ، إذا قيل : الحائط فيه فأرة ، وكل فأرة لها أذنان فإنه لا ينتج : الحائط له أذنان لأن الحد الذي يتخيل أنه حد أوسط هنا لم يتكرر ، فإن المحمول في الصغرى " فيه فارة " والموضوع في الكبرى " فأرة " فقط . ولأجل أن يكون منتجا فإما أن نقول في الكبرى : " وكل ما فيه فأرة له أذنان " ولكنها كاذبة . وإما أن نعتبر المتكرر كلمة " فأرة " فقط [1] فتكون النتيجة هكذا : " الحائط فيه ما له أذنان " وهي صادقة . مثال ثان : إذا قيل : الذهب عين ، وكل عين تدمع . فإنه لا ينتج : الذهب يدمع . لأن لفظ " عين " مشترك لفظي ، والمراد منه في الصغرى غير المراد منه في الكبرى ، فلم يتكرر الحد الأوسط ، ولم يتكرر إلا اللفظ فقط . 2 - إيجاب إحدى المقدمتين : فلا إنتاج من سالبتين ، لأن الوسط في السالبتين لا يساعدنا على إيجاد الصلة والربط [2] بين الأصغر والأكبر ، نظرا إلى أن الشئ الواحد قد يكون مباينا لأمرين وهما لا تباين بينهما ، كالفرس المباين للإنسان
[1] بأن نجعل " فيه " بدلا عن الحائط ، فيكون المعنى : في الحائط فأرة . لأن المبدل منه في حكم السقوط . [2] لا على نحو الإيجاب ولا على نحو السلب . وهذا مبتن على ما اختاره من وجود النسبة في الحملية مطلقا موجبة أو سالبة ( فراجع ص 154 ) ولكن الحق أن الربط والنسبة تختص بالموجبة . وأما السالبة ، فلا نسبة فيها ، بل فيها يحكم بانتفاء النسبة والربط .