ثم إن التخالف قد يطلق على ما يقابل " التماثل " فيشمل " التقابل " أيضا ، فيقال للمتقابلين على هذا الاصطلاح : إنهما متخالفان . 3 - المتقابلان : [1] هما المعنيان المتنافران اللذان لا يجتمعان في محل واحد من جهة واحدة في زمان واحد ، كالإنسان واللا إنسان ، والأعمى والبصير [2] ، والأبوة والبنوة ، والسواد والبياض . فبقيد " وحدة المحل [3] " دخل مثل التقابل بين السواد والبياض مما يمكن اجتماعهما في الوجود كبياض القرطاس وسواد الحبر . وبقيد " وحدة الجهة " دخل مثل التقابل بين الأبوة والبنوة مما يمكن اجتماعهما في محل واحد من جهتين ، إذ قد يكون شخص أبا لشخص وابنا لشخص آخر . وبقيد " وحدة الزمن " دخل مثل التقابل بين الحرارة والبرودة مما يمكن اجتماعهما في محل واحد في زمانين ، إذ قد يكون جسم باردا في زمان ونفسه حارا في زمان آخر . أقسام التقابل [4] للتقابل أربعة أقسام : 1 - تقابل النقيضين : [5] - أو السلب والإيجاب - مثل : إنسان ولا إنسان ،
[1] راجع الجوهر النضيد : ص 25 ، ونهاية الحكمة والتعليقة في عين المقام السابق . [2] لا يخفى عليك : أن المتقابل بتقابل الملكة وعدمها هو العمى والبصر ، لا الأعمى والبصير ، وذلك لأن العمى أمر عدمي وأما الأعمى فهو أمر وجودي . اللهم إلا أن يقال ببساطة المشتق وأن معناه هو نفس مفهوم المبدأ وأن الاختلاف إنما هو في كونه لا بشرط كون المبدأ بشرط لا . [3] لا يخفى عليك : أن " وحدة المحل " و " وحدة الزمان " قيد لامتناع اجتماع المتقابلين بجميع أقسامهما . وقيد " وحدة الجهة " مخصوص بالمتضايفين حيث إنهما يمكن أن يجتمعا من جهتين ، فلا تغفل . [4] راجع الجوهر النضيد : ص 25 ، ونهاية الحكمة : ص 146 ، وبداية الحكمة : ص 103 ، وكشف المراد : ص 107 . [5] راجع نهاية الحكمة : ص 146 ، وبداية الحكمة : 106 ، وكشف المراد : ص 107 .