سواد ولا سواد ، منير وغير منير . والنقيضان : أمران وجودي وعدمي - أي عدم لذلك الوجودي - وهما لا يجتمعان ولا يرتفعان ببديهة العقل ، ولا واسطة بينهما . 2 - تقابل الملكة وعدمها : [1] كالبصر والعمى ، الزواج والعزوبة . فالبصر ملكة والعمى عدمها ، والزواج ملكة والعزوبة عدمها . ولا يصح أن يحل " العمى " إلا في موضع يصح فيه " البصر " [2] لأن العمى ليس هو عدم البصر مطلقا ، بل عدم البصر الخاص ، وهو عدمه فيمن شأنه أن يكون بصيرا . وكذا العزوبة لا تقال إلا في موضع يصح فيه الزواج ، لا عدم الزواج مطلقا . فهما ليسا كالنقيضين لا يرتفعان ولا يجتمعان ، بل هما يرتفعان وإن كان يمتنع اجتماعهما . فالحجر لا يقال فيه : أعمى ولا بصير ولا أعزب ولا متزوج ، لأن الحجر ليس من شأنه أن يكون بصيرا ولا من شأنه أن يكون متزوجا . إذا الملكة وعدمها : أمران وجودي وعدمي لا يجتمعان ، ويجوز أن يرتفعا في موضع لا تصح فيه الملكة . 3 - تقابل الضدين : [3] كالحرارة والبرودة ، والسواد والبياض ، والفضيلة والرذيلة ، والتهور والجبن ، والخفة والثقل . والضدان : هما الوجوديان المتعاقبان على موضوع واحد ، ولا يتصور اجتماعهما فيه ، ولا يتوقف تعقل أحدهما على تعقل الآخر .
[1] راجع جواهر النضيد : ص 26 ، وأساس الإقتباس ، ص 54 ، ونهاية الحكمة : ص 149 ، بداية الحكمة : ص 106 وكشف المراد : ص 107 . [2] ومن هنا يعلم : أن العدم والملكة كالضدين لابد أن يكونا صفتين ، بل غير التناقض من أقسام التقابل لا يتحقق في الذوات . [3] راجع الجوهر : ص 26 وأساس الاقتباس : ص 55 ، ونهاية الحكمة : ص 151 ، وبداية الحكمة : ص 104 .