ومفهوم الشئ ، وكتصديقنا بأن الكل أعظم من الجزء ، وبأن النقيضين لا يجتمعان ، وبأن الشمس طالعة ، وأن الواحد نصف الاثنين ، وهكذا . . . 2 - والنظري : وهو ما يحتاج حصوله إلى كسب ونظر وفكر [1] كتصورنا لحقيقة الروح والكهرباء ، وكتصديقنا بأن الأرض ساكنة أو متحركة حول نفسها وحول الشمس ، ويسمى أيضا " الكسبي " . توضيح القسمين : أن بعض الأمور يحصل العلم بها من دون إنعام [2] نظر وفكر ، فيكفي في حصوله أن تتوجه النفس إلى الشئ بأحد [3] أسباب التوجه الآتية من دون توسط عملية فكرية كما مثلنا ، وهذا هو الذي يسمى ب " الضروري " أو " البديهي " سواء أكان تصورا أم تصديقا . وبعضها لا يصل الإنسان إلى العلم بها بسهولة ، بل لابد من إنعام النظر وإجراء عمليات عقلية ومعادلات فكرية كالمعادلات الجبرية ، فيتوصل بالمعلومات عنده إلى العلم بهذه الأمور ( المجهولات ) ولا يستطيع أن يتصل بالعلم بها رأسا من دون توسيط هذه المعلومات وتنظيمها على وجه صحيح لينتقل الذهن منها إلى ما كان مجهولا عنده كما مثلنا ، وهذا هو الذي يسمى ب " النظري " أو " الكسبي " سواء كان تصورا أو تصديقا . توضيح في الضروري : قلنا : إن العلم الضروري هو الذي لا يحتاج إلى الفكر وإنعام النظر ، وأشرنا إلى أنه لابد [ في العلم الضروري ] من توجه النفس بأحد أسباب التوجه ، وهذا ما يحتاج إلى بعض البيان :
[1] كالمعادلات الجبرية . [2] أنعم في الأمر : بالغ فيه وأجاد . عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : " وأنعم الفكر فيما جاءك على لسان النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " نهج البلاغة : الخطبة : 153 . [3] لا يخفى : أنه لا يكفي أحدها ، لاشتراط حصول العلم بكل بديهي بالأول والثاني والرابع ، ويزيد بعض البديهيات في الاشتراط بالثالث والخامس أو أحدهما .