responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 151

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


آدميّ إلا وله ذنوب ولكن من كان غريزته العقل وسجيّته اليقين لم تضرّه الذنوب لأنّه كلَّما أذنب ذنبا تاب واستغفر وندم فتكفر ذنوبه ويبقى له فضل يدخل به الجنّة » [1] ولذلك قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « إنّ من أقلّ ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ومن أوتي حظَّه منهما لما يبال ما فاته من صيام النهار وقيام اللَّيل » [1] وفي وصيّة لقمان لابنه « يا بنيّ لا يستطاع العمل إلا باليقين ، ولا يعمل المرء إلا بقدر يقينه ، ولا يقصر عامل حتّى ينقص يقينه » .
وقال يحيى بن معاذ : إنّ للتوحيد نورا وللشرك نارا ، وإنّ نور التوحيد أحرق لسيّئات الموحّدين من نار الشرك لحسنات المشركين . وأراد به اليقين وقد أشار القرآن إلى ذكر الموقنين في مواضع دلّ به على أنّ اليقين هو الرابطة للخيرات والسعادات .
فإن قلت : فما معنى اليقين ؟ وما معنى قوّته وضعفه ؟ فلا بدّ من فهمه أوّلا ثمّ الاشتغال بطلبه وتعلَّمه ، فإنّ ما لا يفهم صورته لا يمكن طلبه ؟ فاعلم أنّ اليقين لفظ مشترك يطلقه فريقان لمعنيين مختلفين أمّا النظَّار والمتكلَّمون فيعنون باليقين عدم الشكّ إذ ميل النفس إلى التصديق بالشيء له أربع مقامات : الأوّل أن يعتدل التصديق والتكذيب ويعبّر عنه بالشّك كما إذا سئلت عن شخص معيّن أنّ اللَّه عزّ وجلّ يعاقبه أم لا ؟ وهو مجهول الحال عندك فإنّ نفسك لا تميل إلى الحكم فيه بإثبات ونفي بل يستوي عندك إمكان الأمرين فيسمّى هذا شكَّا ، الثاني أن تميل نفسك إلى أحد الأمرين مع الشعور بإمكان نقيضه ولكنّه إمكان لا يمنع ترجيح الأوّل كما إذا سئلت عن رجل تعرفه بالصلاح والتقوى أنّه بعينه لو مات على هذه الحالة هل يعاقب ؟ فإنّ نفسك تميل إلى أنّه لا يعاقب أكثر من ميلها إلى العقاب وذلك لظهور علامات الصلاح ومع هذا فإنّك تجوّز إخفاء أمر يوجب العقاب في باطنه وسريرته فهذا



[1] قال العراقي : رواه الترمذي الحكيم في النوادر من حديث أنس باسناد مظلم .
[1] روى الكليني في الكافي ج 2 ص 51 تحت رقم 2 في حديث « وما قسم في الناس شيء أقل من اليقين » وتحت رقم 4 « فما أوتي الناس أقل من اليقين » وروى ابن عبد البر في العلم من حديث معاذ ما أنزل اللَّه شيئا أقل من اليقين » ولم أجد تمام الحديث في أصل .

151

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست