نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 150
ويستطيل بنعم اللَّه على أوليائه ، ويستظهر بحججه على خلقه ، أو منقادا لأهل الحقّ ينزرع الشكّ في قلبه ، بأوّل عارض من شبهة ، لا بصيرة له ، وليس من رعاة الدين في شيء ، ألا لا ذا ولا ذاك فمنهوم باللَّذة ، سلس القياد في طلب الشهوات أو مغرما بجمع الأموال والادّخار ، منقادا لهواه ، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة ، اللَّهمّ هكذا يموت العلم إذا مات حاملوه ثمّ لا تخلو الأرض من قائم للَّه بحجّة إمّا ظاهر مكشوف ، وإمّا خائف مقهور ، لئلا تبطل حجج اللَّه وبيّناته ، وكم وأين ؟ أولئك الأقلَّون عددا الأعظمون قدرا أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، يحفظ اللَّه تعالى بهم حججه ، حتّى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فباشروا روح اليقين ، فاستلانوا ما استوعر منه المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الغافلون ، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلَّقة بالمحلّ الأعلى ، أولئك أولياء اللَّه من خلقه ، وعمّاله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، ثمّ بكى ، وقال : واشوقاه إلى رؤيتهم » . فهذا الَّذي ذكره أخيرا هو وصف علماء الآخرة وهو العلم الَّذي يستفاد أكثره من العمل والمواظبة على المجاهدة » . أقول : وأنا قد ذكرت هذا الحديث فيما مضى عند ذكر تفصيل علم الآخرة بأدنى تغيير في اللَّفظ مع أخبار آخر في وصف علماء الآخرة نافعة هنا . « ومنها أن يكون شديد العناية بتقوية اليقين فإنّ اليقين هو رأس المال من الدين ، قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « اليقين الإيمان كلَّه » [1] ولا بدّ من تعلَّم علم اليقين أعني أوائله ، ثمّ ينفتح للقلب طريقه ولذلك قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « تعلَّموا اليقين » [1] ومعناه جالسوا الموقنين واسمعوا منهم علم اليقين وواظبوا على الافتداء بهم ليقوي يقينكم كما قوي يقينهم ، وقليل من اليقين خير من كثير من العمل ، قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم لمّا قيل له رجل حسن اليقين كثير الذّنوب ، ورجل مجتهد في العبادة قليل اليقين ، فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « ما من
[1] قال العراقي : أخرجه البيهقي في الزهد والخطيب في التاريخ من حديث ابن مسعود . [1] رواه ابن أبي الدنيا في اليقين كما قاله العراقي أيضا وروى البرقي في المحاسن ص 248 تحت رقم 254 عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال في خطبة له : « سلوا اللَّه اليقين وارغبوا إليه في العافية » .
150
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 150