الله تعالى على أنبيائه من دون أي استنكار أو اعتراض , والسبب في ذلك هو ما يشتمل عليه الكتاب الإلهي من مضامين رفيعة شاهدة على صدقه , وهذا ما لا يُدركه إلا العاقلون . وأما دور العقل والتعقّل في الاعتقاد بالمعاد والإيمان باليوم الآخر , فقد جاء التأكيد عليه أيضاً في مجموعة وافرة من الآيات القرآنية المباركة , كما في قوله تعالى : * ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) * [1] ، وكذلك في قوله عزّ وجلّ : * ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) * [2] ، فالزهد في الحياة الدنيا وزينتها والإيمان بالدار الآخرة والخلود في نعيمها لا يتيسّر إلا لذوي العقول . وهكذا نرى أنّ القران الكريم يركّز على دور العقل في الإذعان بالأحكام الشرعية التكليفيّة ، كما في قوله تعالى : * ( وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ) * [3] . وهناك آيات أخرى كثيرة سلّطت الضوء على ما ذكرناه ، من أنّ الله تعالى قد خاطب الناس ودعاهم إلى الإيمان بأصول الدين وأركان الإسلام من خلال عقولهم . إذن فالعقل هو المخاطب الأوّل في الآيات القرآنية والبيانات الإلهية ، وهذا ما جاء واضحاً أيضاً في الروايات المتواترة الواردة عن النبي الأكرم « صلى الله عليه وآله » وأهل بيته المعصومين « عليهم السلام » ؛ من ذلك :