ما أخرجه الكليني في الكافي عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، قال : « ما قسّم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ، ولا بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمّته ، وما يضمر النبيّ في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أدّى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، والعقلاء هم أولو الألباب ، الذين قال الله تعالى : وما يذّكر إلا أولو الألباب » [1] . وأخرج الكليني أيضاً بسنده عن أبي عبد الله الصادق « عليه السلام » ، قال : « قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : يا عليّ لا فقر أشدّ من الجهل ، ولا مال أعود من العقل » [2] . وورد في الكافي أيضاً عن أبي عبد الله « عليه السلام » ، قال : « حجّة الله على العباد النبيّ ، والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل » ( 2 ) . وقد أوضح الإمام الصادق « عليه السلام » ماهية العقل وحقيقته بحسب المفهوم الديني ، حيث قال : « دعامة الإنسان العقل ، والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم » ( 2 ) . هذه إطلالة سريعة على بعض الآيات القرآنية وأحاديث المعصومين « عليهم السلام » ، وقد اتّضح من خلالها أهمّية العقل وتأثيره البالغ في بناء الرؤية الكونية وتحديد المسار العام للعقيدة والدين بصورة عامّة . من هذا المنطلق الديني حاول علماء الإسلام منذ زمن بعيد أن يتلمّسوا
[1] أصول الكافي ، الشيخ الكليني : ج 1 ص 13 . [2] المصدر نفسه : ج 1 ص 25 - 26 .