responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 8


الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) * [1] ، فإنّ هذه الآيات المباركة تُبيّن وبوضوح أنّ مسألة الاعتقاد بالتوحيد من المسائل التي لا يمكن التصديق بها إلاّ من خلال التعقّل , ولا يعقلها إلا العالمون .
وقال أيضاً : * ( ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) * [2] فالله تبارك وتعالى يضرب في هذه الآية مثلاً لإيصال فكرة التوحيد إلى أذهان الناس , ولكن تفصيل تلك الحقيقة وبيانها لا ينتفع به إلا أرباب العقول .
وأمّا بالنسبة إلى الاعتقاد بالنبوة والإيمان بالشرائع والكتب السماوية ، فقد قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيّه الأكرم محمداً « صلى الله عليه وآله » : * ( قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) * [3] فإنّ هذه الآية المباركة صريحة في أنّ الشخص الذي يعقل الأمور وينظر في سيرة الأنبياء ، لا يسعه إلاّ التصديق والاعتقاد بنبوّتهم وأنّهم مبعوثون من قبل الله تعالى لهداية الناس .
وفي هذا السياق أيضاً قوله تعالى : * ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) * [4] ، فالإنسان العاقل هو الذي يصدّق بالكتاب الذي أنزله



[1] العنكبوت : 41 - 43 .
[2] الروم : 28 .
[3] يونس : 16 .
[4] الأنبياء : 10 .

8

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست