responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 65


واكتساب المعارف إلاّ بالمنهج والأسلوب التعقّلي ، وهذا خلاف الاتّجاه الثاني الذي يرى أنّ الطريق إلى ذلك هو الرجوع إلى ظواهر الكتاب والسنّة .
وأمّا الوسيلة ، فالأوّل يرى أنّه لا بُدّ من اعتماد المقدّمات البرهانية لإثبات تلك الحقائق والمدّعيات ، خلافاً للثاني فإنّه يستعين بالمقدّمات الجدلية للوصول إلى الغاية التي يروم تحقيقها .
وأمّا الهدف ، فإنّ الاتّجاه الأوّل يعتبر الأصل هي المقولات الفلسفية ، ويبحث في ظواهر الشريعة ; محاولاً تطبيقها على تلك القواعد والمقولات ، فيما يقف أصحاب الاتّجاه الثاني على النقيض من ذلك ، حيث يعتبرون أنّ الأصل هي ظواهر الشريعة التي لا يجوز أن تمسّ بأيّ نحو من الأنحاء ، وإنّما يجب على العقل ومعطياته أن يطبّق نفسه على تلك المدّعيات .
وهذه الاختلافات بين الاتّجاهين أدّت في تأريخ الفكر الإسلامي إلى مصادمات فكرية حادّة ، أفضت في بعض الأحيان إلى اتّهامات بالخروج عن الدين ، ولم تكن نتائجها سلبية دائماً ، بل كانت إيجابية في كثير من الأحيان وبنّاءة ; لأنّ الإشكالات والانتقادات التي كانت توجّهها المدرسة الكلامية للقواعد الفلسفية كان لها الأثر الكبير في تطوير وتعميق القواعد العقلية ، ولم يكن الفلاسفة منفردين في الميدان العلمي ، وإنّما كان في قبالهم خصم عنيد يراقبهم في كلّ صغيرة وكبيرة ، وهذا ما أدّى بالفلاسفة إلى أن يكونوا أكثر دقّة في استنباط قواعدهم التي يستندون إليها لفهم معطيات الشريعة .
ولا نريد الدخول في بيان قصّة هذه المشاجرات العلمية ، بل نكتفي بالإشارة لبعضها ، من قبيل ما وقع بين الغزالي وابن رشد ، في « تهافت الفلاسفة » ، و « تهافت التهافت » ، وما وقع بين الشهرستاني والطوسي في « مصارع الفلاسفة » ، و « مصارع المصارع » ، وما حدث بين الرازي والطوسي ، في الانتقادات الشديدة التي وجّهها الإمام الرازي إلى فلسفة الشيخ الرئيس ،

65

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست