< فهرس الموضوعات > البحث الثاني < / فهرس الموضوعات > البحث الثاني < فهرس الموضوعات > مناهج المعرفة عند الإسلاميين < / فهرس الموضوعات > مناهج المعرفة عند الإسلاميين الغرض الأساس الذي دعانا إلى البحث في هذه المقدّمة حول المناهج المعرفيّة لدى علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم ، هو بيان أنّهم جميعاً - إلاّ من شذّ منهم - متّفقون على حجّية الدليل العقلي في مقام إثبات حقائق الوجود للآخرين ، وإن اختلفوا فيما بينهم في الطريق الذي سلكوه للوقوف على تلك الحقائق واكتشافها . وذلك لأنّنا نبحث تارة في الطريق والمنهج الذي يوصلنا للكشف عن حقائق الموجودات الخارجية كما هي في الواقع ونفس الأمر ، وأخرى نتكلّم في الأسلوب الذي لا بدّ من اتّباعه لإثبات تلك الحقائق للآخرين . وعلى هذا الأساس قد تختلف المدارس بعضها عن بعض في البحث الأوّل ، وأعني به الطريق الموصل لتكوين رؤية كونية في المسائل الأساسية المطروحة أمام الإنسان . ولكن هذا لا يعني أنّ الأسلوب الذي تتبعه هذه المدارس للحوار العلمي فيما بينها يختلف أيضاً ، بل قد تكون متّفقة في الأسلوب الذي تتبعه في البحث الثاني ، وأعني به المنهج المتّبع لإيصال الحقائق إلى الآخرين . فمثلاً : نجد أنّ الأسلوب العقلي الذي يُعتمد من حيث الهيئة والصورة القياس الأرسطي ، ومن حيث المادّة والمحتوى اليقينيات الأرسطية - وهو القياس البرهاني المنتج للنتيجة اليقينية من بين الأقيسة - قد تتّفق مجموعة من