الاستدلال القائم على المنطق العقلي والقياس البرهاني ، لأنّه هو المقياس المشترك في التفكير البشري على مسرح التاريخ . وهذا ما وجدناه جليّاً في المحاولات التي قام بها فلاسفتنا المعاصرون ، نخصّ بالذكر منهم : الطباطبائي ، والصدر ، والمطهري ، وجوادي آملي وغيرهم من أعلام هذا الاتّجاه ، الذين حاولوا أن يقفوا أمام ذلك الغزو الفكري من خلال المنهج العقلي الذي اتّبعوه في مؤلّفاتهم المختلفة . والهدف الأساس الذي حاولت تلك الدراسات - وما يناظرها - تحقيقه هو صون الإنسان المسلم من الانحراف في التفكير وألوان الزلل ، وتسليحه في ميدان الصراع العقائدي بسلاح لا يقهر ، وأن تزوّده بقدرة الدفاع عن الرؤى والاتّجاهات الصحيحة والهجوم على الأفكار الباطلة . « وبناءً على هذا فإنّ للفلسفة - علاوة على دورها الإيجابي الذي لا نظير له - دوراً هجومياً لا بديل له ، ولها تأثير ضخم في مجال نشر الثقافة الإسلامية وتحطيم الثقافات اللا إسلامية » [1] .
[1] المنهج الجديد في تعليم الفلسفة ، مصدر سابق : ج 1 ص 97 .