فلا بدّ من التمييز بدقّة بين الفرد والمصداق ، لأنّ الفرد يكون المفهوم الكلّي الماهوي مأخوذاً في حدّه وماهيّته ، بخلاف المصداق فإنّه ليس كذلك ، فقولنا : « زيد إنسان » ليس من قبيل : « زيد موجود » . هذا هو مجمل الفروق بين المفاهيم الماهوية والمفاهيم الفلسفيّة ، ويترتّب على هذه الفوارق فوائد وثمار أساسيّة ومهمّة ، ستأتي الإشارة إليها في الأبحاث اللاحقة . < فهرس الموضوعات > مفهوم الوجود من المفاهيم الفلسفيّة < / فهرس الموضوعات > مفهوم الوجود من المفاهيم الفلسفيّة حاول صدر المتألّهين في هذا الفصل أن يثبت بأنّ مفهوم الوجود من المفاهيم الفلسفيّة وليس من المفاهيم الماهويّة ، أي أنّ انطباق مفهوم الوجود على مصاديقه ليس كانطباق المفاهيم الماهويّة على أفرادها ، فإنّ المفاهيم الماهويّة مقوّمة لما تنطبق عليه من الأفراد ، وأمّا مفهوم الوجود فهو كسائر المفاهيم الفلسفيّة ، اعتبار عقلي انتزاعي لازم لمصداقه وحاك عن حيثيّة من حيثيّاته وعنوان من عناوينه . ثمّ إنّ المصنّف ذكر لإثبات هذه الحقيقة دليلين : < فهرس الموضوعات > الدليل الأوّل : استحالة مجئ الوجود بكنهه إلى الذهن < / فهرس الموضوعات > الدليل الأوّل : استحالة مجئ الوجود بكنهه إلى الذهن يعتمد هذا الدليل على قياس من الشكل الأوّل يتكوّن من مقدّمتين ; صغرى وكبرى ، ونذكر فيما يلي كلا المقدّمتين مع الاستدلال على صحّتهما : 1 - كبرى القياس إنّ كبرى القياس التي سوف نعتمدها في الاستدلال على المطلوب هي : إنّ كلّ ما لا يرتسم ولا يأتي بكنهه وهويّته في الذهن من الحقائق الخارجيّة ، لا يمكن أن يكون ماهيّة من الماهيّات . ولكي نتحقّق من صحّة هذه الكبرى ، لا بدّ من بيان أصل موضوعي