responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 448


كالإنسان الموجود في الخارج بوجود خارجي ، وفي الذهن بوجود ذهني مثلاً . . . وهذا الذي ذكرناه هو معنى قوله « قدس سره » : ثمّ يلزم الجميع في الذهن الوجود العام البديهي ، فالذهن ظرف للازم لا لمجموع الملزوم واللازم » [1] .
إذن فالمفاهيم الفلسفيّة اعتبارات عقليّة لا تقبل الإشارة الحسّية ، وهي مع ذلك تحكي الأشياء في ظرف الخارج ، وتنطبق على الحقائق الخارجيّة بنحو من أنحاء الانطباق .
5 - إنّ المفاهيم الماهويّة تحكي كنه الأشياء وذاتيّاتها ; لأنّ المفهوم الماهوي عندما يحمل على فرد يكون داخلاً في ماهيّته وأجزائه الذاتية ومقوّماً له . فمثلاً عندما نقول : « زيد إنسان » فإنّ الإنسانيّة تكون داخلة في ماهيّة زيد ، ومقوّمة له وحاكية عن حدّه الوجودي .
قال العلاّمة الطباطبائي في إشارة إلى ما ذكرناه : « وتبيّن بما تقدّم أيضاً أنّ المفهوم إنّما يكون ماهيّة إذا كان لها فرد خارجي تقوّمه وتترتّب عليه آثارها » [2] .
وأمّا المفاهيم الفلسفيّة فهي لا تُحمل على مصاديقها حمل المفاهيم الماهويّة على أفرادها ، وإنّما يكون حملها على مصاديقها بنحو اللازم والملزوم ، وتكون المصاديق الخارجيّة هي الملزوم والمفاهيم الفلسفيّة هي اللازم ، فنسبتها إلى مصاديقها كنسبة الزوجيّة إلى الأربعة ، لا نسبة الحيوانيّة والناطقيّة إلى الإنسان .
وهذه اللوازم الفلسفيّة كلّما كانت أخصّ وأدقّ كانت معرفتنا بالملزوم أجلى وأوضح ، وأمّا الوقوف على حقيقة وكنه الملزوم من خلال هذه اللوازم



[1] الحكمة المتعالية ، صدر المتألّهين ، مصدر سابق : ج 1 ص 49 ، الحاشية رقم : ( 1 ) .
[2] نهاية الحكمة ، محمد حسين الطباطبائي ، مصدر سابق : ص 17 .

448

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست