responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 447


والمقارنات ، فإنّ مثل هذه المفاهيم لا توجد ، كما إذا رأينا النار آلاف المرّات وأحسسنا بالحرارة آلاف المرّات أيضاً ، ولكنّنا لم نقارن بينهما ولم نلتفت إلى وجود أحدهما من الآخر ، فإنّ مفهوم العلّة والمعلول لن يحصل إطلاقاً » [1] ، ولأجل أنّ هذه المفاهيم لا تنتزع من الخارج بالمباشرة سمّيت ب‌ « المعقولات الثانوية » ، وهذه المفاهيم بالرغم من كونها غير منتزعة من الواقع الخارجي مباشرةً ، إلاّ أنّها تنطبق على الموجودات الخارجيّة بنحو من أنحاء الانطباق .
قال الشهيد مطهّري في هذا المجال : « إنّ هذه المفاهيم وإن لم تأت إلى الذهن من خلال الحواس مباشرةً إلاّ أنّها تصدق على الأشياء في ظرف الخارج ، مثل مفهوم الوجوب والإمكان والامتناع » [2] .
فمثلاً عندما نقول : « الله تعالى واجب الوجود ، الإنسان ممكن الوجود » ليس المقصود إثبات الوجوب والإمكان للمفاهيم الذهنية ، بل إثبات هذه الصفات للحقائق الخارجيّة ، إلاّ أنّها مع ذلك ليست محسوسة ، ولا تأتي إلى الذهن من خلال الحواس مباشرةً ، ولا يوجد لها ما بإزاء مستقلّ في الخارج ، ومن هنا لا يمكن الإشارة الحسّية إلى مثل هذه المفاهيم ، وهذا هو مراد الحكماء من أنّ المفاهيم الفلسفيّة معقولة وليست محسوسة .
قال صدر المتألّهين في هذا المجال : « وبالجملة : فقد تبيّن لك الآن أنّ مفهوم الوجود العام وإن كان أمراً ذهنيّاً مصدريّاً انتزاعيّاً ، لكن أفراده وملزوماته أمور عينيّة . . . ثمّ يلزم الجميع في الذهن الوجود العام البديهي » [3] .
وقال العلاّمة الطباطبائي في تعليقه على عبارة صدر المتألّهين : « مفهوم الوجود العام البديهي من الاعتبارات الذهنية التي لا تحقّق لها في خارجه ، لا



[1] المصدر السابق : ج 1 ص 201 .
[2] شرح المنظومة ، السبزواري ، مصدر سابق : ج 2 ص 43 .
[3] الحكمة المتعالية ، صدر المتألّهين ، مصدر سابق : ج 1 ص 49 .

447

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست