الخارجي . وأمّا المفاهيم الفلسفيّة فهي تحكي أنحاء وشؤون الوجود الخارجي بما له من الخصوصيّات الوجوديّة . فمثلاً : عندما نقول : هذا الوجود علّة ، معناه أنّ وجوده سنخ وجود مؤثّر في إيجاد شئ آخر ، وعندما نقول : هذا الوجود معلول ، معناه أنّ وجوده سنخ وجود متأثّر بغيره ، فالعلّية أو المعلوليّة سنخ مفهوم يحكي حقيقة المحدود وكيفيّته ، ولا علاقة له ببيان الحدّ ، « ولكي لا تختلط علينا مثل هذه الجهات العقليّة مع الجهات الخارجيّة والحدود الوجوديّة ، فمن الأفضل أن نستعمل لها اصطلاح « أنحاء الوجود وشؤونه » مكان اصطلاح « الحدود الوجوديّة » ، فنقول مثلاً : إنّ وحدة مفهوم العلّة علامة على الاشتراك في كيفيّة الوجود ، أو اشتراك عدّة موجودات في شأن واحد ، أي أنّها جميعاً مشتركة في هذه الجهة وهي أنّها تؤثّر في موجود آخر ، أو هناك موجود آخر متوقّف عليها » [1] . 4 - إنّ المفاهيم الماهويّة ينتزعها الذهن مباشرةً من خلال الارتباط بالواقع الخارجي ، ومن هنا سمّيت ب « المعقولات الأوّلية » . وأمّا المفاهيم الفلسفيّة فلا يمكن انتزاعها من الموجودات الخارجيّة مباشرةً ، وإنّما يتوقّف انتزاعها على جهد خاصّ يقوم به العقل ، من قبيل أن يقارن بعض الأشياء ببعضها الآخر ، فيكتشف مثلاً أنّ بعضها يتوقّف على البعض الآخر ، فينتزع العلّية والمعلوليّة ، « فمثلاً عندما يقارن بين النار والحرارة الناشئة منها ، يلاحظ توقّف الحرارة على النار ، فينتزع مفهوم العلّة من النار ، ومفهوم المعلول من الحرارة ، ولو لم تكن مثل هذه الملاحظات
[1] المنهج الجديد في تعليم الفلسفة ، محمّد تقي مصباح اليزدي ، مصدر سابق : ج 1 ص 285 .