الشرح لقد أثبت صدر المتألّهين في الفصول السابقة جملة من الأحكام المرتبطة بمفهوم الوجود ، وهي : 1 - إنّ مفهوم الوجود من المفاهيم البديهيّة . 2 - إنّ مفهوم الوجود مشترك معنوي . 3 - إنّ مفهوم الوجود يحمل على مصاديقه بنحو التشكيك لا التواطؤ . وفي هذا الفصل أيضاً يحاول المصنّف أن يُثبت حكماً آخر من أحكام مفهوم الوجود ، وهو أنّ مفهوم الوجود من المفاهيم الفلسفيّة والاعتبارات العقليّة غير المقوّمة لمصاديقها المندرجة تحتها ، أي أنّ مفهوم الوجود ليس من الماهيّات والمفاهيم الماهويّة المقوّمة لما تنطبق عليه من أفراد . ولكي نقف على حقيقة هذا الحكم المرتبط بمفهوم الوجود لا بدّ من بيان مقدّمة ، نستوضح من خلالها جهات الاختلاف والتغاير بين المفاهيم الماهويّة والمفاهيم الفلسفيّة : الاختلاف بين المفاهيم الماهويّة والمفاهيم الفلسفيّة لقد ذُكرت في المقام فوارق كثيرة للتمييز بين المفاهيم الماهويّة والفلسفيّة ، وسيأتي تفصيل هذا البحث في مطلع الجزء الثاني من كتاب « الأسفار » ، وسوف نذكر هنا ما نختاره من جهات الامتياز بين هذين النحوين من المفاهيم ، ونحاول فيما يلي أن نشير إلى بعض الفروق والاختلافات التي ذكرها القوم في هذا المجال ، ونقتصر منها على ما يُفيد في فهم مطالب الكتاب :