وإن كان علّة ناقصة للمعلول ; لاحتياج المعلول إلى شرائط أخرى لكي يوجد ، فهو متقدّم بالوجود ، أي بالطبع . 13 - قوله « قدس سره » : ( وكذا كلّ واحد من العقول الفعّالة على وجود تاليه ) . هذا مثال للمجرّدات التي تتقدّم بالطبع على معاليلها ، ومراده من العقل الفعّال هو الذي يكون مؤثّراً فيما دونه ، سواء كان من العقول الطوليّة أو من العقول العرضيّة التي يقول بها الإشراقيّون . 14 - قوله « قدس سره » : ( ووجود الجوهر متقدّم على وجود العرض ) . هذا مثال للمادّيات . 15 - قوله « قدس سره » : ( فإنّ الوجود المفارقي ) . مراده من الوجود المفارقي عالم العقول ، وسمّي العقل وجوداً مفارقاً ، لأنّه يفارق المادّة وأحكامها . 16 - قوله « قدس سره » : ( وخصوصاً وجود نفس المادّة القابلة ، فإنّها في غاية الضعف ، كأنّها تشبه العدم ) . المادّة الأولى عند المشّائين : هي نحو من الوجود المادّي الذي لا فعليّة له إلاّ قابليّة الأشياء ، وبتعبير الفلاسفة : فعليّتها أن لا فعليّة لها ، أي أنّ المادّة الأولى ليس لها فعليّة بالخصوص ، وإنّما فعليّتها عبارة عن استعدادها المحض لما يرد عليها من الصور ، فالفعليّة المنفيّة عنها غير الفعليّة الثابتة لها ، فلا يلزم من كلامهم اجتماع النقيضين ، ويصحّ ما ذكره المصنّف بقوله : ( كأنّها تشبه العدم ) ، فلا هي عدم محض ولا هي وجود وفعليّة خاصّة . 17 - قوله « قدس سره » : ( والمتقدّم والمتأخّر وكذا الأقوى والأضعف كالمقوّمين للوجودات ) . إنّما قال : ( كالمقوّمين ) ولم يقل ( مقوّمين ) ، باعتبار أنّ التعبير ب ( المقوّم ) قد