responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 406


البديهيّات الأوّلية وإن كان قريباً منه ، فإنّ البديهيّات الأوّلية يُصدّق بها العقل لذاتها بمجرّد تصوّرها ولا يمكن أن لا يحكم بها العقل إذا تصوّر أطرافها ، كما في قولنا : ( النقيضان لا يجتمعان ) ، فلا يمكن التفكيك بين الموضوع والمحمول لذاتيهما ، وأمّا في الوجدانيّات فإنّ العقل يحكم ويصدّق بها بواسطة الإدراك والحسّ الباطن ، ولا يكفي تصوّر الموضوع والمحمول والنسبة للتصديق بهما ، فإذا انتفى ذلك الحسّ الباطن من بعض القضايا الوجدانيّة ، فإنّه يرتفع تصديق العقل بها ، ولا يلزم من ذلك أي استحالة عقليّة ، كما هو الحال في المقام ، فإنّ القول بالاشتراك اللفظي ليس فيه أيّ محذور عقلي ، وإنّما احتماله منتفٍ للإدراك الوجداني بالاشتراك المعنوي ، فإنّ كلّ واحد منّا يُدرك بحسّه الباطن أنّ الوجود مشترك في معناه بين مصاديقه الخارجيّة ، وهذا الإدراك الوجداني بنحو من الجلاء والوضوح ما يجعله قريباً من البديهيّات الأوّلية ، أي يقرب من التصديق الذاتي واستحالة الانفكاك في الأوّليّات ، بسبب وضوح ذلك الأمر الوجداني ، ولكنّه مع ذلك ليس من الأوّليات .
وإذا كان الاشتراك المعنوي من القضايا البديهيّة الوجدانيّة ، فإنّها لا تحتاج إلى إقامة البرهان لإثباتها ، وإنّما تكون جميع الأدلّة المذكورة في المقام عبارة عن شواهد ومنبّهات لذلك الأمر الوجداني المرتكز في الذهن والحسّ الباطن .
وقد أشار الفخر الرازي في المباحث المشرقيّة إلى ما ذكرناه من البيان بقوله : « يُشبه أن يكون ذلك من قبيل الأوّليّات » [1] .
وهذا ما ذكره اللاهيجي أيضاً في الشوارق ، حيث قال : « واعلم أنّ الحقّ كما صرّح به كثير من المحقّقين ، هو أنّ المطلوب في هذه المسألة - أعني اشتراك



[1] المباحث المشرقية ، الفخر الرازي ، مصدر سابق : ج 1 ص 106 .

406

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست