القول الثالث : إنّ لفظ « الوجود » مشترك لفظي بين الواجب والممكن ، ومشترك معنوي بين الممكنات ، وهذا القول كما هو واضح تلفيق من القولين السابقين . < فهرس الموضوعات > الأدلّة على القول بالاشتراك المعنوي : < / فهرس الموضوعات > الأدلّة على القول بالاشتراك المعنوي : بعد أن وقفنا على أهمّية البحث والمراد من الاشتراك اللفظي والمعنوي في الفلسفة واستعرضنا الأقوال في المسألة ، ننتقل إلى بيان الأدلّة التي ذكرها صدر المتألّهين لإثبات أنّ الوجود مشترك معنوي : < فهرس الموضوعات > الدليل الأوّل : الاشتراك المعنوي من الأمور الوجدانيّة < / فهرس الموضوعات > الدليل الأوّل : الاشتراك المعنوي من الأمور الوجدانيّة إنّ هذا الدليل لإثبات الاشتراك المعنوي للوجود يستند إلى دعوى البداهة والإدراك الوجداني ، ويعتقد أصحاب هذا القول بأنّ الإيمان بالاشتراك المعنوي للوجود ليس من الأمور البديهيّة فحسب ، وإنّما بداهته من الوجدانيّات القريبة في بداهتها من الأوّليات [1] ، فإنّ كلّ إنسان يُدرك بأنّ للوجود على اختلاف مصاديقه معنى واحد ، وهو التحقّق والواقعيّة ومنشئيّة الأثر ، في قبال العدم والهلاك والبطلان ، وهذا من الأمور الوجدانيّة التي نُدركها بالحسّ الباطن ، ولكنّه ليس من
[1] ذكروا في المنطق بأنّ اليقينيّات البديهيّة على ستّة أنواع ; وهي : الأوّليّات والمشاهدات والتجربيّات والمتواترات والحدسيّات والفطريّات . والمشاهدات تنقسم إلى مشاهدات بالحسّ الظاهر وهي « الحسّيات » وإلى مشاهدات بالحسّ الباطن وهي « الوجدانيّات » كالإحساس بالجوع والعطش . والأوّليات أعلى درجة في البداهة من سائر البديهيّات الأخرى ، لأنّ العقل يُصدّق بها لذاتها ، من دون سبب خارج عنها كقولنا : النقيضان لا يجتمعان ، وهذا بخلاف بقيّة البديهيّات كالوجدانيّات ، فإنّ العقل يصدّق بها بواسطة الحسّ الباطن ، كالتصديق بالألم واللّذة والخوف والجوع والعطش ونحوها ، ولا يكفي تصوّر الطرفين مع النسبة للتصديق بها .