مقسّمان له ، كالناطقية والصاهلية بالنسبة إلى الحيوان ، ويعتقدون أيضاً - بحسب الرياضيّات القديمة - بأنّ الخط ليس له إلاّ هذان الفصلان ، وأمّا الخط المنكسر فلا يعتبرونه فصلاً ثالثاً ، وإنّما هو عبارة عن مجموعة من الخطوط ، وبعروض الانحناء والاستقامة على الجنس وهو الخط يتخصّص الموضوع ويكون نوعاً ، ولا يتخصّص الجنس قبل عروض الفصل عليه ، فالفصول عوارض أخصّ تخصّص الموضوع بعروضها ، بخلاف العارض لأمر أخصّ فإنّه يعرض بعد تخصّص الموضوع . وما ذكره الراسخون في الحكمة من الأعراض الغريبة إنما هي العارضة لأمر أخصّ ، وما ذكروه من الأعراض الذاتية إنما هي العارض الأخصّ ، فلا تدافع ولا تهافت في كلامهم . 31 - قوله « قدس سره » : ( مع أنّهم مثّلوا العرض الذاتي الشامل على سبيل التقابل بالاستقامة والانحناء المنوّعين للخط ) . قال « عرضاً ذاتياً شاملاً » ، لأنّهم بنوا على أنّ الخط ليس له إلاّ هذان الفصلان وهما الاستقامة والانحناء ، وقال : « على سبيل التقابل » ، أي : قضيّة مردّدة المحمول . 32 - قوله « قدس سره » : ( من حيث تعلّقه بالمادّة لا في الوهم ) . المراد من الوهم هنا هو الذهن . 33 - قوله « قدس سره » : ( لا توجد إلاّ باستعداد المادّة ) . سيأتي أنّ الاستعداد عرض حامله المادّة ، والمادّة توجد مع الصورة ، والصورة هي الجسم ، والجسم موضوع الطبيعيّات ، فاللائق بالبحث عنها هو العلم الأسفل ، وهو علم الطبيعيّات ، والمراد من الأسفل هنا هو الأسفل التكويني والنظري لا الأخلاقي .