والمحمول رابطة ذاتية وجودية نفس أمرية ، ولا يعمّ البحث الموضوعات التي توجد بينها وبين محمولاتها رابطة اعتبارية جعلية . 25 - قوله « قدس سره » : ( وقد فسّروا العرض الذاتي بالخارج المحمول الذي يلحق الشئ لذاته أو لأمر يساويه ) . لا يشترط دائماً أن لا يتوسّط بين العرض الذاتي وبين الموضوع شئ آخر ، فإذا كانت الرابطة والعلاقة بين الأمر المتوسّط وبين المحمول علاقة ثبوتية من قبيل العلّة والمعلول ، فالمحمول يكون من العوارض الغريبة ، لأنّه إنّما يعرض الموضوع بتوسّط علّته ، وأمّا إذا كانت العلاقة بين الشئ المتوسّط وبين المحمول علاقة إثباتية بيانية وليست بينهما رابطة العلّية والمعلوليّة ، فإنّ المحمول في هذه الحالة لا يكون من العوارض الغريبة . وهذا هو ما يقال : من أنّ الواسطة إذا كانت واسطة في ثبوت المحمول للموضوع فإنّ المحمول من العوارض الغريبة ، وإذا كانت الواسطة في الإثبات فإنّ المحمول يبقى من العوارض الذاتية ولا يكون عرضاً غريباً ، ومثال الواسطة في الثبوت قولنا : « الموجود حارّ » فإنّ الحرارة لا تعرض الوجود إلاّ بتوسّط الجسمية ، وهي علّة في ثبوت الحرارة للموجود . وأمّا مثال الواسطة في الإثبات كما في الواجب تعالى في قولنا : « الواجب حيّ » ، فإنّ ثبوت الحياة للواجب بتوسّط العلم والقدرة - كما سيأتي في الإلهيّات بالمعنى الأخصّ - والعلم والقدرة ليست إلاّ واسطة في الإثبات ، لأجل أوضحية مفهومي العلم والقدرة في ذهن السامع من مفهوم الحياة . 26 - قوله « قدس سره » : ( على طريقة الترديد ) . هذه إشارة إلى أنّ المحمول تارةً يكون بنحو المنفصلة الحقيقيّة وأخرى يكون بنحو القضية مردّدة المحمول .