6 - قوله « قدس سره » : ( وكما أنّ من التصديق ما لا يمكن إدراكه ما لم يدرك قبله أشياء . . . ) . هذا شروع في بيان الدليل الرابع على بداهة المبدأ التصوّري ، ويستند المصنّف فيه إلى ما هو المعروف من أنّ التصوّرات كالتصديقات تنقسم إلى بديهيّة ونظريّة . وقد ذكر هذا المعنى الشيخ الرئيس في « إلهيّات الشفاء » ، حيث قال : « إنّ الموجود والشئ والضروري معانيها ترتسم في النفس ارتساماً أوّلياً . . . فإنّه كما أنّ في باب التصديق مبادئ أوّلية ويقع التصديق بها لذاتها ويكون التصديق بغيرها بسببها . . . كذلك في التصوّرات أشياء هي مبادئ للتصوّر وهي متصوّرة لذواتها ، وإذا أُريد أن يدلّ عليها لم يكن ذلك بالحقيقة تعريفاً لمجهول ، بل تنبيهاً وإخطاراً بالبال من حيث إنّه هو المراد لا غيره من غير أن تكون العلامة بالحقيقة معلّمة إيّاه . ولو كان كلّ تصوّر يحتاج إلى أن يسبقه تصوّر قبله ، لذهب الأمر في ذلك إلى غير النهاية أو لدار ، وأولى الأشياء بأن تكون متصوّرة لأنفسها الأشياء العامّة للأمور كلّها كالموجود والشئ الواحد وغيره ، ولهذا ليس يمكن أن يبيّن شئ منها ببيان لا دور فيه البتّة أو ببيان شئ أعرف منها ، ولذلك من حاول أن يقوّم فيها شيئاً وقع في اضطراب » [1] . 7 - قوله « قدس سره » : ( مركوزة في الذهن مرتسمة في العقل ) . هناك اختلاف وتغاير بين مفهومي الذهن والعقل بحسب الفنّ والصناعة ، فالمرادفة بينهما في العبارة لا يخلو من مسامحة . 8 - قوله « قدس سره » : ( لإفادتها بأشياء هي أشهر منها ) . المراد إفادة ما هو مرتكز في الذهن بأشياء ومفاهيم هي أشهر عند السامع
[1] إلهيّات الشفاء ، المقالة الأولى ، الشيخ الرئيس ، مصدر سابق : ص 29 .