يُضاف ويتّصف بالإضافة المشهورية لحقيقة الإضافة ، فالإضافة الحقيقية هي المضاف حقيقة والمضاف في الحقيقة هي نفس الإضافة ، ونسبة الإضافة إلى غيرها بالمجاز والعرض ، كذلك الحال في محلّ كلامنا ، فكلّ شئ إنّما يثبت بواسطة الثبوت ، فالثبوت يكون ثابتاً بالضرورة . ومثاله الأوضح : نسبة البياض إلى الجسم في قولك : الجسم أبيض ، فإنّها ليست نسبة حقيقيّة ثابتة إليه أوّلاً وبالذات ، بل هي نسبة بالعرض والمجاز العقلي ، يعني : أنّ البياض أبيض بالذات والجسم أبيض بواسطته ، فإذا كان كلّ جسم أبيض بواسطة عروض البياض عليه ، فكون البياض أبيض بالأولويّة والضرورة العقلية ، كذلك في المقام ، كما أنّ كلّ شئ إنّما يثبت بواسطة الثبوت ، فالثبوت يكون ثابتاً لنفسه بالضرورة . ثمّ ينتقل المصنّف بعد ذلك إلى إثبات عموم بداهة المبدأ التصديقي لموضوع الفلسفة ، وأنّه لا يختصّ بالموجود الواجب أو الممكن ، بل يشملهما معاً ، بمعنى أنّ موضوع الفلسفة - وهو الموجود المطلق بما هو هو الذي ثبتت بداهته على مستوى المبدأ التصديقي - هو المنسجم مع كلا القسمين ولا يأبى شيئاً من الواجب أو الممكن . وبعبارة أوضح : إنّ الموجود على ثلاثة أنحاء : اثنان واقعيّان ، والثالث ثابت بالعرض والمجاز . أمّا الموجود الحقيقي الأوّل : فهو الذي عندما يُنسب إليه الوجود لا يحتاج في تلك النسبة إلى حيثيّة تقييديّة ولا إلى حيثيّة تعليليّة ، وهو الموجود