بكونه معلولاً إنّما هو مقتضى الجعل والإفاضة . الحيثيّة الثانية : إنّ الموجود المجعول من قبل الأسباب القصوى إنّما يندرج بحثه في المسائل الفلسفيّة من جهة معلوليّته ، فالمسائل الفلسفيّة لا تشمل مطلق الموجود ولو من جهة جسميّته أو كمّيته أو طوله وقصره ، فإنّ هذه الحيثيّة وإن كانت من أحكام الموجود أيضاً ولكنّها خارجة موضوعاً عن مباحث الفلسفة وداخلة في موضوع العلوم الجزئية ، فالموجود من جهة معلوليّته يكون مسألة فلسفيّة . فالمصنّف يريد أن يميّز بهذه العبارة بين حيثيّة البحث الفلسفي وحيثيّة العلوم الجزئيّة . 13 - قوله « قدس سره » : ( كالسبب الأوّل الذي هو فيّاض كلّ وجود معلول ) . هذا هو النوع الثالث من أنواع المسائل الفلسفيّة ، وإنّما قدّمه المصنّف في عبارته لأهمّيته وشرافة موضوعه ، وإلاّ فإنّ الإلهيّات بالمعنى الأخصّ ليست شيئاً وراء الإلهيّات بالمعنى الأعمّ ، بل هي مسألة من مسائلها ، فإنّ الموجود إمّا واجب أو ممكن ، والواجب هو موضوع الإلهيّات بالمعنى الأخصّ ، وقد أفرزها الفلاسفة كمرحلة مستقلّة وجعلوها آخر الأبحاث الفلسفيّة ، والسبب في ذلك أهمّية موضوعها وتوقّف الكثير من مباحثها على تحقيق مسائل الإلهيّات بالمعنى الأعمّ . 14 - قوله « قدس سره » : ( وإمّا بحث عن موضوعات سائر العلوم الجزئية ) . ذكرنا أنّ البحث عن موضوعات العلوم الجزئية في الفلسفة إنّما هو بحث عن مبادئها التصوّرية والتصديقيّة بنحو كان التامّة فحسب ، وأمّا البحث عن كان الناقصة لموضوعات تلك العلوم فهو داخل في مسائل العلوم الجزئية سواء ما يرتبط بالحكمة النظرية أو العملية .