ويستند أساس القسمة فيها على تقسيم الطبيعيّات إلى أجسام بسيطة وهي الفلكيّات التي تقع موضوعاً لعلم السماء والعالم ، وإلى أجسام مركّبة وهي العنصريات التي تقع موضوعاً لعلم النبات والحيوان وعلم النفس ، وكذا الجمادات التي تقع بدورها موضوعاً لعلم المعادن والآثار العلوية ، وأمّا علم الكون والفساد فتشترك فيه سائر العنصريات من الأجسام الطبيعيّة ، وأمّا علم سمع الكيان فهو بمنزلة العناصر المشتركة في جميع علوم الطبيعيّات ، فعلم السماع الطبيعي الذي يسمّى ب « سمع الكيان » تقع مسائله عناصر مشتركة بين الأجسام العنصرية بما في ذلك الأجسام الفلكيّة البسيطة . 9 - قوله « قدس سره » : ( للموجود بما هو موجود عوارض ذاتية ) . المراد من العوارض الذاتية هي المحمولات بالذات على موضوع العلم ، لا العرض في مقابل الجوهر ، وسيأتي لاحقاً التعرّض للمراد من الأعراض الذاتية في قبال الأعراض الغريبة غير الذاتية . 10 - قوله « قدس سره » : ( يبحث عنها في العلوم الإلهيّة ) . المقصود من العلوم الإلهيّة : الإلهيّات بالمعنى الأعمّ ، بما يشمل الإلهيّات بالمعنى الأخصّ وكذا البحث في موضوعات سائر العلوم الجزئية كما تقدّمت الإشارة إليه سابقاً ، أي ما يقابل الرياضيّات والطبيعيّات ونحوها . 11 - قوله « قدس سره » : ( بحث عن الأسباب القصوى ) . الأسباب القصوى هي : المبدأ الفاعليّ والغائيّ والصوريّ والمادّي . 12 - قوله « قدس سره » : ( لكلّ موجود معلول ) . يُحتمل أن يكون تقييد الموجود بالمعلول لإحدى حيثيّتين : الحيثيّة الأولى : للتنبيه على أنّ الجعل والإيجاد لا يتعلّق بكلّ موجود ، فإنّ الموجود الواجب ليس مجعولاً ولا مفاضاً من أسباب قصوى ، فتقييد الموجود