على هذا الأساس يمكننا أن نحدّد خصائص الميول والغرائز والأهداف التي يريد الحيوان تحقيقها ضمن الأمرين التاليين : الأوّل : إنّها أهداف وميول مادّية لا ترقى إلى الأمور المعنوية والقيم الأخلاقية ، ولا تتجاوز حدود الأكل والشرب والنوم والجنس واللّعب وما شاكل ذلك من الأمور المرتبطة بالبدن وعالم المادّة . الثاني : إنّها أهداف وميول شخصيّة وفرديّة ، فلا يمكنه أن يفكّر لمستقبله كما لا يمكنه أيضاً أن يخطّط لمستقبل الأجيال اللاحقة . وإذا لاحظنا أنّ بعض الحيوانات قد تكون عكس ذلك كما هو المشاهد في بعض الحيوانات الاجتماعية كالنمل وزنبور العسل ، فإنّ ذلك لا يكشف عن صدور أعمالها عن علم واختيار وانتخاب ، بل قد يكون نابعاً من الغرائز الكامنة في أعماق ذاتها ووجودها ، وهناك نظريات أخرى لبيان حقيقة الحياة الاجتماعية عند بعض الحيوانات لسنا الآن بصدد ذكرها . < فهرس الموضوعات > ثانياً : خصائص الإنسان ومميّزاته < / فهرس الموضوعات > ثانياً : خصائص الإنسان ومميّزاته ممّا ذكرناه في مميّزات الموجودات الحيّة غير الإنسان اتّضح ما نريد بيانه في الامتيازات الأساسيّة التي يتفرّد بها الإنسان عن بقيّة أحياء عالم المادّة ، ويمكن إجمالها ضمن الأمرين التاليين : < فهرس الموضوعات > الأمر الأوّل : سعة العلم وعمق المعرفة < / فهرس الموضوعات > الأمر الأوّل : سعة العلم وعمق المعرفة إنّ الإنسان على خلاف ما ذكرنا في سائر الحيوانات ، له القدرة على النفوذ إلى أعماق الأشياء والتعرّف على حقائقها وماهيّاتها واستكشاف العلاقات والروابط الواقعيّة التي تحكمها وتحدّد مسيرتها ، ولا يكتفي بظواهر الأمور التي ينالها الحسّ من العالم الخارجي ولا يقف عندها . ويترتّب على ذلك أنّ الإنسان قادر على الانتقال من جزئيّات ومفردات