responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 25


العالم المحيط به إلى التعرّف على القوانين الكلّية والواقعيّة العامّة التي تحكم مسار هذا العالم ، من قبيل قانون العلّية والمعلوليّة العامّ وما يترتّب عليه من قوانين أخرى كالسنخيّة وغيرها ، التي اكتشفها الإنسان عن طريق عبوره من ظواهر الأشياء إلى بواطنها وإدراك كلّياتها ، من غير أن يتقيّد بزمان معيّن أو مكان خاصّ ، فليس هو حبيس المحيط والبيئة والجغرافيا التي يعيش فيها ، ولا هو رهين الزمان الحالي الذي يعيش فيه ، فهو قادر على تجاوز المكان الذي هو فيه والتعرّف على كلّ ما يحيط به من جبال وبحار وغير ذلك ، بل يحاول أن يتجاوز الكرة التي يعيش فيها للوقوف على أسرار الكواكب والعوالم الأخرى بما يفوق عالم المادّة ، وهو قادر أيضاً على تجاوز الزمان الحاضر والولوج إلى أعماق التاريخ والماضي والتعرّف عليه ومعرفة الأدوار التي مرّت بها البشرية ليتّخذ منها دروساً وعِبر تُعينه على أن يحيا حياةً أفضل ويخطّط لبناء مستقبل أحسن وأكمل من الناحية الوجوديّة والشرف الوجودي ، وهذا ما يتميّز به الإنسان عن باقي أحياء عالم المادّة .
والسرّ في جميع ذلك يكمن في أنّ الإنسان كائن مفكِّر ، يستطيع أن يستفيد من معلوماته التي يحصل عليها من خلال المسيرة الطويلة للجهد البشري في مختلف مجالات الحياة ، للكشف عن المجهولات التي تواجهه والتي قد تكون عائقاً للوصول إلى الأهداف والغايات التي يروم تحقيقها ، ومن مجموع ذلك استطاع الإنسان أن يصبح سيّد عالم الإمكان ويسخّر كلّ شيء في هذا العالم للوصول إلى أهدافه ، ولو لم يكن الإنسان قادراً على ترتيب وتنظيم مقدّمات معلومة للوصول إلى نتائج مجهولة لبقي في درجة ومرتبة واحدة بلا تقدّم أو تأخّر كسائر الحيوانات الأخرى ، فالنمل مثلاً باق في مثل زماننا على ما هو عليه في الزمن الأوّل من خلقتها .

25

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست