22 - قوله « قدس سره » : ( * ( إلاّ الذين آمنوا ) * إشارة إلى غاية الحكمة النظريّة ) . من هذه العبارة للمصنّف يتّضح أنّ العلم والمعرفة والحكمة النظرية ليست هي الغاية النهائية في استكمال النفس الإنسانيّة ، وإنّما وراءها غاية أعلى وأهمّ وهي الإيمان والتصديق بالله تبارك وتعالى وما يتفرّع على ذلك من الإيمان بالنبوّة والمعاد ، وليست الحكمة والمعرفة إلاّ غاية متوسّطة تُساهم في الوصول إلى تلك الغايات النهائية . 23 - قوله « قدس سره » : ( * ( وعملوا الصالحات ) * إشارة إلى تمام الحكمة العمليّة ) . أي أنّ هذا المقطع من الآية الكريمة إشارة إلى الغاية النهائية من دراسة الحكمة العمليّة ، فبالعمل الصالح تتمّ الحكمة العمليّة وتصل إلى تمامها وغايتها ، وإلاّ فإنّ الحكمة العمليّة أيضاً نوع من أنواع العلم والمعرفة كما تقدّم . 24 - قوله « قدس سره » : ( وإلى ذينك الفنّين رمزت الفلاسفة الإلهيّون ) . إنّ الفلاسفة الإلهيّين تكلّموا بلغة الرموز والأمثال تبعاً للأنبياء « عليهم السلام » ، بسبب اختلاف مستويات الناس في إدراك الحقائق الإلهيّة والتصديق بها ، وقد جاء في الحديث عن أبي عبد الله الصادق « عليه السلام » : أنّ رسول الله « صلى الله عليه وآله » قال : « إنّا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلِّم الناس على قدر عقولهم » [1] . والسبب في ذلك هو أنّ كثيراً من الناس لا يستطيعون بحسب استعدادهم أن يحتملوا الحقائق الإلهيّة الشامخة التي بلغها الأنبياء والأولياء ، وقد استدعى ذلك من مُنطلق الحكمة في الخطاب أن يتكلّم الأنبياء والأولياء مع عموم الناس بالقدر الذي يفهمونه وتحتمله عقولهم ، ولذا جاء في الحديث عن
[1] فروع الكافي ، لثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلاميّة ، طهران : ج 8 ص 268 .