على خلاف عالم الخلق الذي تحتاج عمليّة الإيجاد فيه إلى المكان والزمان والمادّة والاستعداد والخروج من القوّة إلى الفعل ، ويسمّى إيجاد الشئ في هذا العالم بالتكوين والتدريج . 12 - قوله « قدس سره » : ( وكانت لنفسه أيضاً جهتا تعلّق وتجرّد ) . أي أنّ النفس الإنسانيّة مجرّدة ذاتاً ومادّية فعلاً وأثراً . 13 - قوله « قدس سره » : ( بحسب عمارة النشأتين ) . أي نشأة المادّة ونشأة التجرّد . 14 - قوله « قدس سره » : ( بإصلاح القوّتين ) . أي القوّة النظرية والقوّة العمليّة في الإنسان . 15 - قوله « قدس سره » : ( انتقاش النفس بصورة الوجود ) . أي إنّ صور الموجودات الخارجيّة تنتقش وترتسم على صفحة النفس ، وهذا الكلام إنّما يتمّ على مباني المشّائين القائلين بأنّ العلم كيف من الكيفيّات النفسانيّة ، وهو إنّما يتحقّق عن طريق انطباع العرض في جوهر النفس العالمة ، فالعلم بحسب هذا التصوّر المشائي من المحمولات بالضميمة لا من الخارج المحمول ، وبناءً على هذه النظرة يصحّ أن يُقال : بأنّ حقيقة العلم هي انتقاش صورة الخارج على جوهر النفس . ولكن هذا الكلام لا يصحّ بناءً على ما يؤمن به صدر المتألّهين من أنّ حقيقة العلم من قبيل النور وهي نحو من الوجود يتّحد مع ذات النفس العالمة ; ولذا لم يكتف المصنّف بلفظ الإنتقاش والارتسام على صفحة النفس ، وإنّما أعقب ذلك بقوله : « وصيرورتها عالماً عقليّاً » ، وهذا التعبير ينسجم مع ما يعتقده المصنّف في حقيقة العلم ، حيث يستفاد من لفظ ( الصيرورة ) أمران أساسيّان :