المعصوم الواصل بنحو القطع واليقين ، فإنّه من الأدلّة والقضايا البرهانية . 7 - قوله « قدس سره » : ( بقدر الوسع الإنساني ) . إنّ هذا القيد من لوازم ضعف الإنسان ومحدوديّة إدراكه في جميع العلوم ، ولعلّ في ذلك إشارة إلى ما جاء في قوله تعالى : * ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) * [1] . 8 - قوله « قدس سره » : ( وإن شئت قلت . . . ) . هذا تعريف آخر للفلسفة ، وقد تمّ التركيز فيه على النظام العقلي المضاهي لنظام العالم الخارجي الذي يقوم على أساس الروابط والسنن وقانون السببيّة والمسبّبيّة . 9 - قوله « قدس سره » : ( ليحصل التشبّه بالباري تعالى ) . هذه هي الغاية النهائية من دراسة الفلسفة وهي أن يتشبّه الإنسان بالله تبارك وتعالى علماً وعملاً ، وليس المراد من التشبّه في المقام هو أن يكون الإنسان نظيراً ومثلاً لله تعالى ; لأنّه عزّ وجلّ - كما في صريح القرآن الكريم - : * ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) * [2] . وإنّما المراد من التشبّه هو أن يتخلّق الإنسان بأخلاق الله تعالى ، بأن يكون آية ومظهراً من المظاهر الإلهيّة في العلم والعمل ، فكما أنّ الله تعالى عالم ويأتي بأفعاله على أساس العدل والحكمة ، كذلك الإنسان يحاول أن يتشبّه ويقترب من مصدر الكمال من خلال دراسته للحكمة المتعالية . 10 - قوله « قدس سره » : ( ولمّا جاء الإنسان كالمعجون من خلطين ) . هذا شروع في بيان تقسيم الفلسفة تقسيماً أوّليّاً إلى حكمة نظريّة وحكمة