وقد يُطلق العلم ويُراد به المعارف التي تدوّن في الكتب ، كعلم الأصول وعلم الفقه وعلم الفلسفة ونحوها . ومراد المصنّف من ( جميع العلوم ) هو هذا النحو الثاني من مصطلح العلم ، أي المعارف المختلفة والمدوّنة في الكتب . 4 - قوله « قدس سره » : ( وفيه مقدّمة وستّ مراحل ) . إنّ كتاب الأسفار المطبوع فيه مقدّمة وعشر مراحل ، وليست ستّ مراحل ، ولكن الشيخ حسن زاده آملي حاول في تعليقته على الأسفار أن يذكر توجيهاً لهذا الاختلاف ، حيث قال : « إنّ القسم الأوّل من الأسفار يشتمل على خمسة مسالك ، والمسلك الأوّل على ستّ مراحل ، والنسخ المطبوعة السالفة مشوّشة في رسم العناوين جدّاً ، حيث حرّفت المسالك بالمراحل ، فأشكل الأمر على الناظر في الكتاب ، على أنّ في عدّة مواضع من الكتاب نحو هذا التشويش في الفصول والمسائل » [1] . 5 - قوله « قدس سره » : ( إنّ الفلسفة استكمال النفس الإنسانيّة بمعرفة حقائق الموجودات على ما هي عليها والحكم بوجودها تحقيقاً بالبراهين ) . أشار المصنّف في هذه العبارة إلى غاية الفلسفة وتعريفها والمنهج المتّبع في تحقيق مسائلها ، فقوله : ( استكمال النفس الإنسانية ) إشارة إلى غاية الفلسفة ، وقوله : ( بمعرفة حقائق الموجودات ) إشارة إلى التعريف ، وقوله : ( تحقيقاً بالبراهين ) إشارة إلى المنهج ، وهو البرهان المنتج لليقين بالمعنى الأخصّ . 6 - قوله « قدس سره » : ( لا أخذاً بالظنّ والتقليد ) . مراده من التقليد مطلق الاتّباع من دون دليل ، ولا يشمل ذلك قول
[1] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية ، صدر المتألّهين الشيرازي ، صحّحه وعلّق عليه حسن حسن زاده آملي ، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، طهران : ج 1 ص 24 .