للحكيم والسير العملي في الخلق للعارف ، ولذا يقول الحكيم القمشئي ( في تطبيق ذلك على مواضيع كتاب الأسفار : « وبما فيه من أحوال النفس وما لها في يوم القيامة كفيل السفر الرابع » [1] . ونحن لو راجعنا موضوع هذا السفر في أجزاء كتاب الأسفار نجد أنّ موضوع النفس قد تكفّل به الجزء الثامن ، في حين إنّ موضوع المعاد والآخرة قد تكفّل به الجزء التاسع ، وهو خاتمة أبحاث وأجزاء كتاب الأسفار الأربعة للحكيم الشيرازي ( ، قال السيد أبو الحسن القزويني ( : « وبعد البحث عن الجواهر والأعراض يبحث المصنّف عن النفس وقواها ومشاعرها وترقّياتها وتنزّلاتها وسعادتها وشقاوتها ، وهو السفر الرابع من الكتاب في علم النفس ، فهذا مطابق لسفر النبوّة والتشريع الذي كان رابعاً من أسفار السالكين » [2] . وعليه فمواضيع السفر العلمي الرابع للحكيم الإلهي تنحصر بأبحاث النفس والمعاد ، وبذلك تتمّ أسفاره العلمية في قبال ما للسالك من أسفار عملية أربعة ، وبذلك يكون صاحب الأسفار قد سار في أبحاث حكمته المتعالية على طبق حركات السلاّك في الأنوار والآثار ، ولذا يقول ( : « واعلم أنّ للسلاّك من العرفاء والأولياء أسفاراً أربعة : أحدها : السفر من الخلق إلى الحقّ . وثانيها : السفر بالحقّ في الحقّ . السفر الثالث يقابل الأوّل لأنه من الحقّ إلى الخلق بالحقّ . والرابع يقابل الثاني من وجه لأنه بالحقّ في الخلق . فرتّبت كتابي هذا طبق حركاتهم في الأنوار والآثار ، على أربعة أسفار
[1] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة : ج 1 ص 16 . [2] الإسفار عن الأسفار ، مصدر سابق : ج 1 ص 11 .