responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 195


ثالثاً : إنّ جميع الأبحاث المرتبطة ببحث العوالم الكلّية في الوجود ، من عالم العقل والمثال والمادّة وما بينهما من العلاقات ، فإنّها تندرج ضمن السفر العلمي الثالث للحكيم الإلهي ، في قبال ما للعارف في سفره الثالث من الحقّ إلى الخلق بالحقّ .
يقول الحكيم الإلهي القمشئي : « ثُمّ ينظرون في وجوده وغايته وأحديّته فيكشف لهم وحدانية فعله وكيفيّة صدور الكثرة عنه تعالى وترتيبها حتى ينتظم سلاسل العقل والنفوس ويتأمّلون في عوالم الجبروت والملكوت أعلاها وأسفلها إلى أن ينتهي إلى عالم الملك والناسوت : * ( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) * [1] .
وهذا هو السفر الثالث من الأسفار الأربعة العقلية بإزاء ما للسالكين ، وهو من الحقّ إلى الخلق بالحقّ » [2] فهو عود إلى عالم الطبيعة والمادّة بعد أن كان سيره العلمي في عالم الأسماء والصفات ، فيرى المعنى الاسمي أوّلاً ثمّ يرى في ظلّه المعنى الحرفي وهو عالم الطبيعة ، فلا يقف على موجود آخر إلاّ بالله تعالى ، بمعنى أنّ الحكيم على مستوى سيره العلمي في هذا السفر الثالث يدرك أنّ أيّ ممكن من ممكنات عالم الوجود لا يمكن أن يوجد إلاّ بما هو معنى حرفيّ ، وأنّ معناه الاسمي القيّوم له هو الحقّ سبحانه ، في حين إنّ العارف في سيره العملي في هذا السفر الثالث يعرف بالمشاهدة والذوق والكشف أنّه لا يمكن لمخلوق أن يعرف مخلوقاً إلاّ بالله تعالى ، وفي ضوء ذلك يتّضح لنا مدى الانسجام والتطابق بين العلم الحصولي للحكيم والعلم الحضوري للعارف ، حيث يحصل التطابق بين المفهوم والواقع المحكيّ به .



[1] فصّلت : 53 .
[2] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، مصدر سابق : ج 1 ص 15 .

195

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست