responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 148


قال تعالى : * ( كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) * [1] .
وقال أيضاً : * ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) * [2] .
فالعالم الربوبي هو مبدأ الوجود لهذا العالم وهو غايته ، فهو واقع في أوّل العلل الفاعليّة على مستوى قوس النزول ، كما أنّه واقع في آخر العلل الغائيّة على مستوى قوس الصعود [3] .
ثمّ إنّ هذه الحركة التكامليّة باتّجاه المبدأ ، إنّما تكون حركة إراديّة واختياريّة تترتّب عليها المسؤوليّة والثواب والعقاب ، ومن هنا ينقسم قوس الصعود إلى درجات الجنّة ودركات الجحيم ، ومن هذا القوس الصعودي تبدأ الأسفار العمليّة الأربعة عند العرفاء ، وهي أسفار معنوية في الدرجات الطوليّة للوجود غايتها الوصول والانتهاء إلى المبدأ الحقّ سبحانه وتعالى .
قال الله عزّ وجلّ : * ( إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ) * [4] .
وقال أيضاً تبارك وتعالى : * ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) * [5] .



[1] الأعراف : 29 .
[2] السجدة : 5 .
[3] لعلّ النكتة في إطلاق لفظ « القوس » على عمليّة النزول والصعود ، أنّ هناك عمليّة بدء وعود ، والمبدأ في المقام هو الغاية ، ولكي يصحّ تصوير البدء من نقطة والعود إليها لا بدّ أن يكون ذلك على شكل الدائرة ، فيكون نصفها الأوّل هو قوس النزول والنصف الآخر هو قوس الصعود ، ويكون العود والصعود من المبدأ الصدوري والنزولي متعقّلاً ، وهذا بخلاف ما لو عبّرنا عن النزول والصعود بالخطّ ، فإنّه لا يعقل العود حينئذٍ إلى ذات نقطة المبدأ والنزول ، لأنّ الخطّين المفروضين إمّا أن يكونا متعاكسين أو متوازيين أو متقاطعين ، وفي كلّ الأحوال يستحيل العود إلى نقطة المبدأ كما هو واضح ، فلا خصوصيّة للتعبير بالقوسين سوى أنّهما يقرّبان المعنى الذي ذكرناه .
[4] العلق : 8 .
[5] البقرة : 156 .

148

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست