أفراده ، فإنّه يكون الجزء المشترك بين تلك الأفراد ، ويحتاج كلّ فرد إلى فصل يميّزه عن غيره ، فتكون ذاته وحقيقته مركّبة من جزأين ; أحدهما مشترك وهو الجنس ، والآخر مختصّ وهو الفصل ، وحيث إنّ واجب الوجود - بناءً على الاشتراك المعنوي - أحد تلك المصاديق التي ينطبق عليها مفهوم الوجود ، فيلزم أن يكون واجب الوجود مركّباً من جزء مشترك وجزء مختصّ ، وسيأتي في المراحل اللاحقة أنّ التركيب في ذات الواجب مستحيل مطلقاً ، وحينئذٍ لا يمكن أن يكون مفهوم الوجود من المفاهيم الماهويّة . وهذا الدليل الثاني ذكره الفخر الرازي في ( المباحث المشرقيّة ) من جملة الأدلّة على أنّ الوجود العام لا يجوز أن يكون جنساً ، حيث قال : « لو كان الوجود جنساً لكان امتياز الواجب عن الممكن بفصل ، فيكون مركّباً من الجنس والفصل ، فيكون الواجب متعلّقاً بجُزْئَيْه ، فيكون لولا الجزءان لم يكن الواجب موجوداً ، فيكون الواجب لذاته ليس واجباً لذاته ، هذا خلف » [1] . وقد أشار إلى هذا الدليل أيضاً بهمنيار في كتابه ( التحصيل ) فلاحظ [2] . دليل المشائين على فلسفيّة مفهوم الوجود بعد أن استدلّ صدر المتألّهين على أنّ مفهوم الوجود من المفاهيم الفلسفيّة وليس من المفاهيم الماهويّة ، حاول أن يستعرض الدليل الذي أورده المشاؤون في هذا المجال ثمّ مناقشته بعد ذلك . والاستدلال عبارة عن قياس من الشكل الأوّل ، حاصله : الصغرى : إنّ مفهوم الوجود يُحمل على مصاديقه بنحو التشكيك . الكبرى : وكلّ مفهوم يُحمل على مصاديقه بنحو التشكيك ليس ذاتي باب
[1] المباحث المشرقيّة ، الفخر الرازي ، مصدر سابق : ج 1 ص 118 . [2] التحصيل ، بهمنيار ، مصدر سابق : ص 282 .