الكلّيات . النتيجة : إذن فمفهوم الوجود ليس ذاتي باب الكلّيات . أمّا صغرى هذا القياس ، فقد تقدّم إثباتها والاستدلال عليها مفصّلاً في الأبحاث السابقة . وأمّا كبرى القياس ، فلأنّه لو كان ما يُحمل على مصاديقه بنحو التشكيك من ذاتيّات بباب الكلّيات ، للزم منه وقوع التشكيك في الماهيّات ، وهو من الأمور التي ثبت بطلانها عند المشائين ، وسيأتي تحقيق هذه المسألة في مباحث التشكيك [1] . والحاصل : إنّ مفهوم الوجود لا يُحمل على مصاديقه بنحو ذاتي باب الكلّيات ، وإنّما يُحمل عليها بنحو ذاتي باب البرهان ، أي أنّه لازم انتزاعي وعنوان حاك عن حيثيّة من حيثيّات مصاديقه . ويمكن تقريب الاستدلال من خلال قياس من الشكل الثاني ، بالنحو التالي : الصغرى : إنّ مفهوم الوجود مشكّك . الكبرى : والذاتي ليس بمشكّك . النتيجة : إذن فمفهوم الوجود ليس ذاتيّاً . وهذا النحو من الاستدلال ذكره بهمنيار في ( التحصيل ) [2] ، كما ذكره المحقّق الطوسي أيضاً في شرحه لكتاب ( الإشارات والتنبيهات ) للشيخ الرئيس ، حيث قال : « الوجود هاهنا هو الوجود المطلق ، الذي يُحمل على الوجود الذي لا علّة له وعلى الوجود المعلول بالتشكيك ، والمحمول على أشياء مختلفة بالتشكيك ، لا يكون نفس ماهيّتها ولا جزءاً من ماهيّتها ، بل إنّما يكون عارضاً لها ، فإذن هو معلول مستند إلى علّة ، ولذلك قال الشيخ : في
[1] الحكمة المتعالية ، صدر المتألّهين ، مصدر سابق : ج 1 ص 431 وما بعد . [2] التحصيل ، بهمنيار ، مصدر سابق : ص 282 .