responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 454


من الماهيّات ; إذ إنّ الماهيّات في الذهن عبارة عن إدراك وارتسام للشئ بكنهه وهويّته ، وذلك للوحدة والعينيّة بين الماهيّة في الخارج والماهيّة في الذهن ، ولذا ذكرنا سابقاً بأنّ المفاهيم الماهويّة مقوّمة لما تنطبق عليه من أفراد ، وأمّا مفهوم الوجود فليس كذلك ; لأنّه لا يحكي كنه وحقيقة مصداقه في الخارج ، إذ إنّ الخارج لا يأتي بكنهه إلى الذهن كما تقدّم ، وإنّما مفهوم الوجود لازم لما ينطبق عليه من مصاديق وحاك عنها ، وهذا هو معنى ما ذكرناه من أنّ مفهوم الوجود من المفاهيم الفلسفيّة وليس من المفاهيم الماهويّة .
وقد أشار صدر المتألّهين إلى ذلك بقوله : « فكلّ ما يرتسم من الوجود في النفس ويعرض له الكلّية والعموم ، فهو ليس حقيقة الوجود ، بل وجهاً من وجوهه وحيثيّة من حيثيّاته وعنواناً من عناوينه . . . » .
مناقشة الدليل الأوّل ذكرنا في نقطة سابقة أنّ مشهور الحكماء بعد صدر المتألّهين آمنوا بالعينيّة بين ما هو في الذهن وبين ما هو في الخارج بالنسبة إلى المفاهيم الماهويّة ، قال الحكيم السبزواري في منظومته :
للشئ غير الكون في الأعيان * * * كون بنفسه لدى الأذهان ولكن قلنا بأنّ مرادهم من العينيّة هي العينيّة بمعناها المنطقي ، والتي مرجعها إلى المثليّة ، أي أنّ ماهيّة الإنسان مثلاً في الخارج وفي الذهن متماثلة في الحدّ والتعريف المنطقي بالحمل الأوّلي ، فيصدق عليها سواء كانت في الخارج أو في الذهن أنّها ( حيوان ناطق ) ، وليس مرادهم الوحدة والعينيّة في الحدّ الفلسفي الوجودي ، إذ مع تبدّل نحويّ الوجود الخارجي أو الذهني يستحيل أن يكون الحدّ الفلسفي محفوظاً بينهما ، فمع تعدّد المحدود وهو الوجود لا يمكن أن يكون الحدّ واحداً ، والتماثل إنّما هو في الحدّ المنطقي فحسب .

454

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست