ومن الأسماء التي تذكر لهذا اللون من المعرفة : « الميتافيزيقا » و « العلم الكلّي » و « ما قبل الطبيعة » . أمّا الأوّل : فهو أنّ هذا اللفظ مأخوذ في الأساس من أصل يونانيّ هو « متاتافوسيكا » وبعد حذف حرف الإضافة « تا » وتبديل « الفوسيكا » إلى « فيزيقا » أصبحت « الميتافيزيقا » . وقد ترجمت إلى ما « بعد الطبيعة » في اللغة العربية . وحسب ما ينقله مؤرّخو الفلسفة ، فإنّ هذا اللفظ في البدء قد جُعل اسماً لأحد كتب أرسطو ، وهو من حيث الترتيب يأتي بعد كتاب الطبيعة ، ويدور البحث فيه عن الأمور العامّة للوجود ، وهي مجموعة مواضيع يطلق عليها في العصر الإسلامي اسم « الأمور العامّة » [1] . وقد يُذكر وجه آخر لتسميتها ب - « ما بعد الطبيعة » « وهو تأخّرها في التعليم والتعلّم عن العلوم الطبيعية والرياضية » [2] . وأمّا وجه تسميتها ب - « ما قبل الطبيعية » فهو لما تقدّم من أنّ الوجود يثبت أولاً وبالذات للعلّة المفيضة للوجود ، وثانياً وبالغير للمعلول ، وحيث إنّ عالمنا المشهود معلول لعالم علويّ آخر ، فيكون ذلك العالم متقدّماً بحسب الواقع ونفس الأمر على نشأة الطبيعة ، فتسمّى تلك الأبحاث المرتبطة بتلك النشأة ب - « ما قبل الطبيعة » . وأمّا وجه تسميتها ب - « العلم الكلّي » فقد اتّضح من الأبحاث السابقة . 4 . احتياج العلوم الأخرى إلى الفلسفة في إثبات أنّها كلّية وقطعية من النقاط الأساسية التي تحتاج فيها العلوم الطبيعية والرياضية وغيرهما إلى الفلسفة هو أنّ عدداً من مبادئها التصديقية - سواء كانت من الأصول
[1] المنهج الجديد ، مصباح اليزدي ، مصدر سابق : ج 1 ص 63 . [2] درر الفوائد ، الآملي ، مصدر سابق : ج 2 ص 126 .