responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 44


وتنظيف القلب للوصول إلى الغاية الحقيقية والكمال النهائي للإنسان المتحقّق ب - « القرب الإلهي » وذلك لأنّ موضوع « علم الأخلاق » هو « النفس الناطقة » التي هي حقيقة الإنسان ولبّه ، وهو أشرف الأنواع الكونية ، وهذا لا يمكن البرهنة عليه وإثباته إلاّ من خلال الأبحاث الفلسفية .
وكذلك العلوم الطبيعية ، فإنّها إذ تبحث عن الجسم - وهو الشئ الذي له أبعاد ثلاثة - لا تبحث في أنّ له وجوداً خارجيّاً أم - كما يقول بعض المتكلّمين - أنّ ما نحسّ به أنّه جسم ذو ثلاثة أبعاد ليس في الواقع إلاّ مجموعة من الذرّات الخالية من أيّ بعد ؟ وإنّما يقع هذا النحو من البحث على عاتق الفلسفة نفياً أو إثباتاً .
نعم ، تدور الأبحاث المرتبطة بالعلوم الطبيعية حول الأعراض والأحوال التي تعرض الجسم المفروض وجوده في الواقع الخارجي . وهكذا الحال في العلوم الرياضية ؛ يقول الآملي : « إنّ نسبة موضوع العلم الأعلى إلى موضوعات سائر العلوم نسبة الكلّي إلى أفراده ، فتكون موضوعات العلوم من مصاديق موضوع العلم الأعلى ، ولهذا صار هو العلم الأعلى ، واستحقّ بأن يكون له الرياسة العامّة المطلقة على سائر العلوم وسمّي بالعلم الأعلى والفلسفة الأولى ، ووجه تسميته بالعلم الأعلى فهو لتقدّم موضوعه على موضوعات كلّ العلوم ، وبالفلسفة الأولى فلتقدّم مرتبته على مراتب سائر العلوم بتقدّم موضوعه » [1] .
ومنه يتّضح وجه تسميتها - أي الفلسفة بالمعنى الأخصّ - بأمّ العلوم ، حيث إنّ العلوم جميعاً تحتاج إليها في مبادئها التصوّرية والتصديقية ، وهذا بخلاف « الفلسفة » فإنّها مستغنية عنها في ذلك .



[1] درر الفوائد ، تعليقة على شرح المنظومة للسبزواري ، تأليف العلامة الشيخ محمد تقي الآملي ، الناشر مؤسسة دار التفسير ، قم : ج 2 ص 126 .

44

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست